243

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾:
قوله ﷿: ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا﴾: (مصدقًا) منصوب على الحال من (ما)، وعامله ﴿وَآمِنُوا﴾، أو من عائده المحذوف مِن ﴿أَنْزَلْتُ﴾، فيكون عامله أنزلت.
﴿لِمَا مَعَكُمْ﴾: (معكم) منصوب على الظرف، وهو نهاية صلة الموصول الثاني، وإليه تنتهي صلة الموصول الأول.
﴿أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ﴾: (أول) وزنه (أَفعَلُ)، والهمزة فيه مزيدة بدلالة أنه لا يخلو من أن يكون أَفعَلًا، أو فوعلًا، أو فَعَّلًا. فلا يجوز أن يكون فوعلًا ولا فعَّلًا، لأجل أنك تقول: هذا أول من هذا، فتتصل به (مِنْ)، كما تتصل بأفعل التي للتفضيل في قولك: هو أفضل من زيد، وذلك لا يكون إلا في مثال (أفعَلَ)، [وإذا كان كذلك] (١) ثبت أن الهمزة فيه مزيدة، وأن وزنه ما ذكرت.
وهو إذا كان اسمًا ينون، فيقال: ما تركت له أولًا ولا آخرًا، كما تقول: لا قديمًا ولا حديثًا، لأنه إذا كان اسمًا لم يكن فيه إلا سبب واحد، وهو وزن الفعل. وإذا كان وصفًا لم ينون، نحو قولك: مررت برجل أوّل منك، لأن فيه الوصف ووزن الفعل، فقد حصل فيه سببان.
وفاؤه وعينه واوان، ولم يُنْطَق منه بفعل لاعتلال الفاء والعين، هذا مذهب صاحب الكتاب (٢).
ومذهب الكوفيين: أنه أفعَلُ من وَأَل يَئِل وَأْلًا ووؤولًا، إذا لجأ،

(١) في (أ) هذه العبارة هكذا: وذلك أي من كذلك.
(٢) انظر الكتاب ٣/ ١٩٥، وحكاه عنه النحاس ١/ ١٦٨، ومكي ١/ ٤٢.

1 / 243