242

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

بعدها. يقال: وَفَى بكذا، وأوفى وَوفَّى بمعنىً، وأصلها الإتمام، غير أن التشديد قد يكون فيه معنى التكثير، وقد ورد القرآن بهن.
فإن قلت: أين (وَفَى) في القرآن؟ قلت: في قوله جل وعز: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ﴾ (١)، لأن أفعل التفضيل لا يُبْنَى إلا من الثلاثي في الأمر العام. والوفاء ضد الغدر.
﴿أُوفِ﴾: جزم لكونه جوابًا لشرط محذوف. والجمهور على تخفيف الفاء، وقرئ: (أُوَفِّ) بالتشديد (٢) على التأكيد، أي: أبالغ في التوفية بعهدكم، كقوله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (٣).
﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾: (إياي) منصوب بفعل مضمر دل عليه هذا الظاهر، أي: إياي ارهبوا فارهبون. ويجوز في الكلام: وأنا فارهبون، على الابتداء والخبر، كما تقول: زيدٌ فاضربه، والنصب أحسن لكونه أمرًا، ولكونه عطفًا على جملة فعلية، فالتجانس به يحصل، أعني بالنصب.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون منصوبًا بهذا الفعل الظاهر وهو ﴿فَارْهَبُونِ﴾؟ قلت: لا، لأن ﴿فَارْهَبُونِ﴾ فكل استوفى مفعوله، وهو ياء النفْس، وإنما حُذفتْ تخفيفًا، ولكونه رأسَ آيةٍ (٤).
ومعنى ارهبون: خافون، يقال: رَهِب فلان يَرهَب بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر رهَبْةً بالفتح والإسكان، ورُهْبًا بالضم والإسكان، ورَهَبًا بالفتح والتحريك، إذا خاف.

(١) سورة التوبة، الآية: ١١١.
(٢) نسبت إلى الزهري، انظر إعراب النحاس ١/ ١٦٧، والمحتسب ١/ ٨١، والمحرر الوجيز ١/ ١٩٧.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٦٠. وانظر المحتسب الموضع السابق.
(٤) انظر هذا الإعراب أيضًا معاني الزجاج ١/ ١٢١، وإعراب النحاس ١/ ١٦٧.

1 / 242