قلت: قد تقدم نفي يأتي القديم تعالى فإن قلت: لم يتقدم إلا نفي تأتي المشاركة له في الإلهية فأنفى لنا المشاركة في القدم لا الإلهية.
قلت: أنه إذا شاركه في القدم وجب أن يشاركه في سائر الصفات، فحينئذ يشاركه في الإلهية. فإن قلت ولما ذلك؟.
قلت: لأن القدم أخص أوصافه لأنه الذي فارق به المحدثات بعد أن شاركته في القدرة والعلم [7 أ-أ]والحياة ومن حق المشارك في بعض الأوصاف أن لا يخالف في غيرها من الصفات بل يكون مماثلا دليله والسوادان، فإن أحدهما لما شارك الأخر في أخص أوصافه، وهي التي فارق بها البياضي وهي السوادية لم يفارقه في أمر آخر قط.
وهذه المعاني إذا شاركت الباري تعالى في أخص أوصافه وهي القدم وجب أن يشاركه في سائرها من القدرة والعلم والحياة، فيكون آلهة وقد تقدم نفي الثاني فصح حينئذ قولنا إذ استحال ثبوت قديمات وبطل قول الأشعرية بذلك، وبه يبطل قول الكرامية ونوجه غيره وهو أنهم جعلوا ذات الباري محلا ولا محل إلا الجسم، وليس بجسم قوله: وخلوه عنها في وقت من الأوقات أي استحال خلوه عن هذه الصفات وعن أحدها، وهذه إشارة إلى بطلان قول هشام في أن الله تعالى عالم بعلم المحدث فنقضنا قوله بأنه يستحيل أن يخلوا عن كونه عالم في كل وقت وكلامه يقضي لذلك فبطل والحمد لله.
فإن قلت: قد أبطلت إن يستحقها لمعاني ويؤمنك أنه فعلها له فاعل غيره.
Página 28