قوله فربما حقيقة القديم في الاصطلاح هو الذي لا أول لوجوده والدليل على أنه تعالى قديم قوله:وإلا قدرنا على ما له من المقدورات قوله: وإلى أي وإن لم يكن قديما قدرنا على ما له من المقدورات لأنه إذا لم يكن قديما كان محدثا، وإذا كان محدثا كان إما جسما وإما عرضا، لأنه لا محدث سواهما وإذا كان أحدهما قدرنا على مقدوره لأنا قد شاركناه في الجسمية ونحن نقدر والعرض لا يقدر فيجب أن يوجد الجسم فثبت أنه لو لم يكن قديما وجب أن يقدر على مقدوره قوله: أو ومعنى في المحالات من التسلسلات هذا دليل أخر على أنه تعالى قديم كأنه قال وسلمنا أنه محدث ولا يكون جسما ولا عرضا فإنه يحتاج إلى محدث والمحدث إلى محدث متسلسل، أو ينتهي إلى الله فيجب الاقتصار على المحقق المعلوم، قوله: كيفية لما فرغنا من الاستدلال على أن الله تعالى يوصف بهذه الصفات أعني الثابتة بينا كيفية استحقاقه لها قوله مستحق لهذه الصفات للذات معناه أنها ثابتة لذاته من غير مؤثر غيره من فاعل أو علة وهذا مذهبنا.
وقالت الأشعرية يستحقها لمعان قديمه تعالى لا هي هو ولا غيره وتابعهم الكرامية إلا أنهم عدلوا عن لفظه القديم لساعته وقالوا: أزلية ثم قالوا: هي قائمة بذات الباري تعالى ولعلهم يريدون حاله.
والدليل على بطلان مذهبهم وصحة مذهبنا قوله: إذا استحال ثبوت قديمات يعني إنما وجب أن يستحقها لذاته لأنه يستحيل ثبوت قديمات فإن قلت: ولما استحال؟.
Página 27