Discusiones en Filosofía de la Ética
مباحث في فلسفة الأخلاق
Géneros
كما يقول من قصيدة أخرى:
وفضيلة النوم الخروج بأهله
عن عالم هو بالأذى مجبول
ويكفي لبيان فساد رأي هؤلاء وأولئك أن نتساءل: إن كان المرء خيرا بطبعه والشر يأتيه على يد الإنسان، فمن أين أتى الشر لهذا الإنسان حتى أعدى به غيره؟ وإن كان المرء مفطورا على الشر ، فكيف نرى كثيرا من الناس خيارا فضلاء؟ هل قلدوا في ذلك غيرهم؟ وإذن فقد كان هؤلاء الأغيار خيارا بالطبع حتى صاروا قدوة صالحة.
على أن هذين الرأيين يؤديان كما قال مسكويه: «إلى إبطال قوة التمييز والعقل، وإلى رفض السياسات كلها، وترك الناس جميعا همجا مهملين، وإلى ترك الأحداث والصبيان على ما يتفق أن يكونوا عليه بغير سياسة ولا تعليم، وهذا ظاهر الشناعة جدا.»
6
بقي أن نقول: إن الرأي الصحيح الذي يقبله العقل وهو مطمئن، وتعضده الملاحظة، وتدل عليه التجارب الصادقة، هو أن الطفل يخلق وفيه استعداد للخير والشر، وتوجيهه إلى ناحية الفضيلة عمل المربي الحكيم.
والأدلة على هذا الرأي كثيرة من كتاب الله وحديث رسوله وأقوال العلماء الأعلام؛ يقول الله في كتابه الكريم ممتنا علينا:
ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين ، والنجدان هما طريقا الخير والشر، ويقول أيضا:
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ، ويقول الرسول الحكيم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.» الحديث.
Página desconocida