La filosofía inglesa en cien años (parte uno)

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
106

La filosofía inglesa en cien años (parte uno)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Géneros

imaginative

مثلما هي تمثلية

representative (أو محاكية

imitative )، وهي ليست تخيلية بمعنى الإغراق في الخيال والبعد عن الواقع، وإنما بمعنى تكوين صورة في المخيلة تكون جزءا لا يتجزأ من الواقع، فالإدراك الحقيقي هو إدراك عن طريق صورة عينية. ومهما كانت كثرة صور الموضوع أو أوجهه في الوظيفة الإدراكية، فإنها تقوم بدور الوسيط في نقر الموضوع التي هي صورة له، بما يتصف به من واقعية (وبالتالي من حقيقة أساسية). ففي الصورة، سواء أكانت كافية أم غير كافية، وسواء أكانت تعبيرا أمينا أم غير أمين عن الموضوع، ينقل الواقع دائما، مهما كان الأمر، ويمكن أن يصل فيها إلى حد الاكتمال. وحتى في الحالات التي يبدو فيها الإدراك بعيدا كل البعد عن الواقع، بل ومنفصلا تماما عنه (كما في تخيل الشاعر أو ابتداع القصاص) نستطيع أن نلمح مع ذلك بوضوح طابع الواقع، ويكون هناك دائما شيء واقعي (وذلك دائما بمعنى أنه شيء فردي عيني يمكن إدراكه حدسيا إلخ) هو الأساس الكامن من وراء الخيال، ولكن المعرفة لا تقبض على ناصية الواقع، لكي تصل منه إلى الحقيقة، إلا عن طريق الصور دائما. وبفضل وجهة النظر هذه ينكشف المعنى العميق للكلمات المنقوشة على مقبرة نيومان في «ردنال

Rednal »، بالقرب من مدينة برمنجهام، وهي «من الظلال والصور إلى الحقيقة

Ex Umbris of Imaginibus in Veritatem ».

وأخيرا ينبغي أن نضيف إلى الإدراك الحسي والخيال أداة ثالثة للإدراك الحقيقي هي الذاكرة، فهنا أيضا تكون إزاء نوع من المعرفة العينية الشبيهة بالتصويرية، نتصل عن طريقها بالوجود الواقعي، بحيث يكون الحادث المتذكر مشابها تماما للموضوع المدرك حسيا والمتخير، مع فارق واحد هو أنه يحدث في صيغة الفعل الماضي.

أما الإدراك التصوري فيختلف اختلافا تاما عن كل إدراك حقيقي، فهو لا يتخذ من «الصورة» وسيطا لفاعليته، بل إن وسيطه الرمز والعلامة، وهو لا يتصل بالطبيعة الحقيقية، وإنما يشيد فوقها عالما خاصا به هو عالم العقل الذي يتكون من تصورات وتحديدات، ومن استدلالات واستنباطات منطقية، أي بالاختصار من رموز غير واقعية. هذا النوع من الإدراك هو الأداة المستخدمة في كل معرفة علمية، وهو مشروع تماما، بل لا بد منه في مجال العلم، ولا يمكن أن ترفض ادعاءاته إلا عندما تتعدى على المجالات الأخرى، كما يحدث في تلك العصور التي تتجه نحو النزعة العقلية

intellecetualism . ومن الواضح أن نيومان يقصر قدرة العقل على حدود ضيقة، ويبخس التصور حقه، وهو يكشف دائما عن تفضيل لما هو عيني وفردي، وما هو موضوع لإدراك حسي واضح، وللواقع غير العقلي المجرب مباشرة، وهو يبالغ في تفضيله على حساب المعقول والكلي والمجرد، أي ما يتم يتوسط العمليات المنطقية أو بالاستدلال منها.

وإن ما يصح على فعل الإدراك ليصح بنفس القدر على فعل التصديق

Página desconocida