ويصيحان فانتبهت بصياحهما فلم أر شيئا أنكِرُه فضربتهما وطردتهما ونمت ثم عادوا الصياح والنُّباح فأنبهاني فلم أر شيئا أنكره أيضا فوثبت إليهما وطردتهما فما أحسستُ إلا وقد سقطا عليَّ يحرِّكاني بأيديهما وأرجلهما كما يحرك اليقظان النائم لأمرٍ هائل فوثبت فإذا بأسود سالح قد قرُب مِنِّي فوثبتُ إليه فقتلته وانصرفت إلى منزلي فكان الكلبان بعد الله ﷿ سببا لخلاصي.
ويرى أنه كان لميمونة زوجُ النبيِّ ﷺ كلب يقال له مسمار وكان إذا حجَّت خرجت به معها فليس يطمع أحد بالقرب من رحلِها مع مسمار فإذا رجعت جعلته في بني جديلة وأنفقت عليه فلما مات قيل لها مات مِسمار فبكن وقالت فُجعتُ بمسمار.
وحدثني أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله قال حدثنا يحيى بن أيوب عن يونس بن أبي رافع قال كانت للزهري كلبةُ صيدٍ فكان يطلب لها الفحول يلتمس نسلها قال وكان رجل يشرب عند قوم فرأى منهم رجلا يلاحظ امرأته فقال خفيف:
كل هنيئا وما شرِبتَ مريئا ... ثم قم فغيرَ كريمِ
1 / 62