يقول: أرى الناس يتخلّفون عن طعامى فى كل يوم! فقال له بعض من حضر:
كأنّهم يكرهون الحضور قبل أن يدعوا، قال: قد جعلت رسولى إليهم فى كل يوم الشمس إذا طلعت، فليحضروا.
وحدّثنى المازنى قال:
بلغنى عن دهقان نهر تيرى «١»، وكان الناس لا يرون نارا ولا دخانا إلا فى مطبخه لقيامه بشأنهم وتفقّده لأحوالهم، فرأى يوما دخانا فاستنكر ذلك، فمضى غلمانه يتحسّسون فإذا امرأة وجدت وجعا فى حلقها واتّخذت حسوا تحسوه، فأخبروه بذلك، فأمر أن يتّخذ فى مطبخه كلّ يوم كرّ «٢» من دقيق حسوا.
قال أبو العباس قد ذكرنا من هذا الباب بعض ما استحسنّاه ونمى إلينا، ونحن نذكر بعقبه أشعارا تشاكل هذا الباب وتدخل فى هذا النوع. وبالله الحول والقوّة.
باب من الشعر
أنشدنى أبو عثمان المازنىّ «٣»:
وإنا لمشّاءون بين رحالنا ... إلى الضّيف منّا لاحف ومنيم «٤»
فذو الحلم منا جاهل من ورائه ... وذو الجهل منا عن أذاه حليم
وقال آخر «٥» يصف ضيفا:
عوى فى سواد اللّيل بعد اعتسافه «٦» ... لينبح كلب أو ليفزع نوّم
1 / 37