Virtudes del Corán

Ibn Katir d. 774 AH
132

Virtudes del Corán

فضائل القرآن لابن كثير

Editorial

مكتبة ابن تيمية

Número de edición

الطبعة الأولى

Año de publicación

١٤١٦ هـ

ولهذا حكى القاضى الباقلانى أن أوَّل مصحفه كان: "اقرأ باسم ربك الأكرم"، وأول مصحف ابن مسعود: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ثم البقرة ثم النساء١ [على ترتيب مختلف، وأول مصحف أُبَيّ: "الحمد لله" ثم النساء] ١ ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم المائدة، ثم كذا، على اختلاف شديد. ثم قال القاضى٢: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم، من اجتهاد الصحابة -رضى الله عنهم، وكذا ذكر مكى فى تفسير سورة براءة، قال: فأما ترتيب الآيات والبسملة فى الأوائل فهو من النبى ﷺ. وقال ابن "٢" وهب في "جامعه"٣: سمعت سليمان بن بلال يقول: سُئِلَ ربيعة: لم قدَّمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قُدِّمَتا وأُلِّفَ القرآن على علمٍ مِمَّنْ أَلَّفَه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه. قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: إنما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى ﷺ. قال أبو الحسن٢ بن بطال: "إنما يجب"٤ تأليف سورة فى الرسم والخط خاصَّة، ولا نعلم أن أحدًا قال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة والقرآن ودرسه، وأنه لا يحلُّ لأحدٍ أن يتلقَّن الكهف قبل البقرة، ولا الحج بعد الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: لا يضرُّك أية قرأت قبل، وقد

"١-١" ساقط من "جـ". ٢ انظر هذه النقول في "تفسير القرطبي" "١/ ٦٠-٦١" ولم ينقلها المصنف ﵀ بنصها، بل تصرَّف فيها. ٣ في "أ": "طائفة". ٤ في ط"أ": "إنا نجد"!

1 / 144