والجواب: أن أسماء الله ﷾ أعلام وأوصاف، «والوصف بها لا ينافي العلمية، بخلاف أوصاف العباد؛ فإنها تُنافي علميتهم؛ لأن أوصافهم مشتركة، فنَافتها العلمية المختصة بخلاف أوصافه تعالى» (^١)، وذلك لسببين:
السبب الأوَّل: أن أوصاف الله ﷿ مختصة به ﷾، فكون هذه الأوصاف مختصة به، فعند ذلك في حق الله تعالى لا تنافي بين العلمية والوصفية، فكونها أعلامًا تحمل خاصية الاختصاص، وكونها أوصافًا لا شك أن الوصف يكون بهذا الشكل، فلا تنافي بين أن تكون أعلامًا وأوصافًا؛ لأن أسماءه ﷿ مختصة به، فلا تنافي بين أن تكون وصفًا وأن تكون اسمًا، فأوصافه مختصة وأسمائه مختصة به، فإذًا ليس هناك تنافٍ من جهة الاختصاص، بخلاف أوصاف العباد فهي مشتركة بينهم؛ فنافتها العلميَّة المختصة.
السبب الثاني: أن أسماء الله ﷾ الدالة على هذه الأوصاف، هذه الأوصاف الله متصف بها أزلًا، بخلاف أسماء المخلوقين فإنها مستعارة لهم؛ «فقد يُسمَّى الرّجل (حكيما) وهو جاهل، و(حَكَمًا) وهو ظالم، و(عزيرًا) وهو حقير، و(كريمًا) وهو لئيم، و(صالحًا) وهو طالح، و(سعيدًا) وهو شقيٌّ، و(محمودًا) وهو مذموم، و(حبيبًا) وهو بغيض، و(أسدًا وحمارًا وكلبًا) …، وليس كذلك» (^٢).
فهذه أسماء مستعارة لك، ولا يكون هذا في حق الخالق ﷾.
«فالله- ﵎ اسمُه- كُلُّ أسمائه سواء، لم يزل كذلك، كان خالقًا قبل المخلوقين، ورازقًا قبل المرزوقين، وعالمًا قبل المعلومين، وسميعًا قبل أن يَسمع أصوات المخلوقين، وبصيرًا قبل أن يَرى أعيانهم مخلوقة (^٣).