شرح القواعد الأربع
شرح القواعد الأربع
Investigador
خالد الردادي
Editorial
مؤسسة الرسالة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٤هـ -٢٠٠٣م
Géneros
.................................................................................
_________
= يجمعهم ضابط لأنهم لا يسيرون على أصل، وإنما يسيرون على أهوائهم ودعايات المضللين، فتكثر تفرقاتهم: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٢٩]، فالذي يعبد الله وحده مثل المملوك الذي يملكه شخص واحد يرتاح معه، يعرف مقاصده ويعرف مطالبه ويرتاح معه، لكن المشرك مثل الذي له عدة مالكين، ما يدري من يُرضي منهم، كل واحد له هوى، وكل واحد له طلب، وكل واحد له رغبة، كل واحد يريده أن يأتي عنده، ولهذا قال سبحانه: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ﴾ يعني: يملكه أشخاص، لا يدري من يرضي منهم، ﴿وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ﴾ مالكه شخص واحد، هذا يرتاح معه، هذا مثل ضرب الله للمشرك وللموحد.
فالمشركون متفرقون في عباداتهم، والنبي – ﷺ قاتلهم ولم يفرّق بينهم، قاتل الوثنيين، وقاتل اليهود والنصارى، قاتل المجوس، قاتل جميع المشركين، وقاتل الذين يعبدون الملائكة، والذين يعبدون الأولياء الصالحين، لم يفرّق بينهم.
فهذا فيه ردّ على الذين يقولون: الذي يعبد الصنم ليس مثل الذي يعبد رجلًا صالحًا وملكًا من الملائكة، لأن هؤلاء يعبدون أحجارًا وأشجارًا، ويعبدون جمادات، أما الذي يعبد رجلًا صالحًا ووليًا من أولياء الله ليس مثل الذي يعبد الأصنام.
ويريدون بذلك أن الذي يعبد القبور الآن يختلف حكمه عن الذي يعبد الأصنام، فلا يكفر، ولا يُعتبر عمله هذا شركًا، ولا يجوز قتاله. =
1 / 23