شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Maher bin Abdul Hamid bin Muqaddam d. Unknown
14

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

الوجوب ما لم يأت دليل يصرفه عن الوجوب (١). ٢ - قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (٢). وهذا وعد أخر صريح من ربنا ﷻ بإجابة الدعاء، واللَّه ﷾ لا يخلف الميعاد، وقد علق هذا الوعد العظيم على الدعاء بـ «إذا» التي تدل على التحقيق، فدلت هذه الآية الكريمة على غاية الاستعطاف من اللَّه ﷿ لخلقه بدعائه والتقرب إليه، وذلك: أنه أضافهم إلى نفسه تشريفًا وتكريمًا، وأنه - رفع الواسطة بينه وبين داعيه، وذلك أن «كل سؤال في القرآن يأتي التعقيب عليه بالجواب (قل)، أو (فقل)، كقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ (٣)، وقال جل وعلا: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾ (٤)، وقال جل وعلا: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ (٥)، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ (٦)، أما

(١) انظر: شرح الكوكب المنير، ٣/ ٣٩، وروضة الناظر، ٢/ ٧٠. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٦. (٣) سورة البقرة، الآية: ٢١٩. (٤) سورة البقرة، الآية: ٢٢٠. (٥) سورة البقرة، الآية: ٢١٥ (٦) سورة طه، الآية: ١٠٥.

1 / 15