شرح الدعاء من الكتاب والسنة
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
Editorial
مطبعة سفير
Ubicación del editor
الرياض
Géneros
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
للشيخ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
شرحه ماهر بن عبد الحميد بن مقدم
صححه وخرّج أحاديثه وقدم له مؤلف الأصل
Página desconocida
مقدمة المصحح مؤلف الأصل
إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
فقد شرح اللَّه صدر الأخ ماهر بن عبد الحميد بن مقدم أبي عبد الرحمن من الكويت لشرح كتابي: «الدعاء من الكتاب والسنة»، فشرحه شرحًا مفيدًا نافعًا، على منهج أهل السنة والجماعة، وقد طلب مني تصحيحه وتخريج أحاديثه، والتقديم له، فشرفني بذلك، فقرأت ما كتبه كله، وصحّحت ما يحتاج إلى تصحيح، سواء في اللغة، أو في الإملاء، على قدر ما يسّر اللَّه من ذلك، وخرّجنا أحاديثه، وآثاره، وعملنا له فهارس تفصيلية علمية، ثم قرأت الكتاب مرة أخرى بعد الصفّ، وراجعناه مرات عديدة، وقد ألفيت الشرح شرحًا جيّدًا، رجع فيه شارحه إلى أصول شروح الأحاديث المعتمدة، وكتب أهل السنة النافعة، فجزاه اللَّه خيرًا، وضاعف مثوبته، ونفعني وإياه بهذا الشرح في حياتنا، وبعد مماتنا، ونفع به من انتهى إليه، وصلى اللَّه وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في ضحى يوم الجمعة ١٠/ ٩/ ١٤٣١هـ.
1 / 3
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (١)
اللَّهُ ... الأوَّلُ ... الآخِرُ ... الظَّاهِرُ ... الباطِنُ ... العليُّ ... الأعْلَى
المُتعالِ ... العظيمُ ... المجيدُ ... الكبيرُ ... السميعُ ... البصيرُ ... العليمُ
الخبيرُ ... الحميدُ ... العزيزُ ... القديرُ ... القادرُ ... المقتدرُ ... القويُّ
المتينُ ... الغنيُّ ... الحكيمُ ... الحليمُ ... العفوُّ ... الغفورُ ... الغفَّارُ
التَّوَّابُ ... الرَّقيبُ ... الشَّهيدُ ... الحفيظُ ... اللَّطيفُ ... القريبُ ... المُجيبُ
الودودُ ... الشاكرُ ... الشكورُ ... السيِّدُ ... الصَّمدُ ... القاهِرُ ... القَهَّارُ
الجَبَّارُ ... الحَسيبُ ... الهادي ... الحَكَمُ ... القُدُّوسُ ... السَّلامُ ... البَرُّ
الوهَّابُ ... الرحمنُ ... الرحيمُ ... الكريمُ ... الأكرمُ ... الرءوفُ ... الفتَّاحُ
الرَّازقُ ... الرَّزَّاقُ ... الحيُّ ... القَيُّومُ ... الربُّ ... الملكُ ... المليكُ
الواحدُ ... الأحدُ ... المتكبِّرُ ... الخالقُ ... الخلاّقُ ... البارئُ ... المصوِّرُ
المؤمنُ ... المهيمنُ ... المحيطُ ... المُقيتُ ... الوكيلُ ... الكافي ... الواسعُ
الحقُّ ... الجميلُ ... الرفيقُ ... الحييُّ ... السِّتِّيرُ ... الإلهُ ... القابضُ
الباسطُ ... المُعطي ... المُقدِّمُ ... المؤخِّر ... المبينُ ... المنَّانُ ... الوليُّ
الموْلى ... النَّصيرُ ... الشَّافي ... مالكُ الملكِ
جامعُ الناسِ ... نورُ السمواتِ والأرضِ ... ذو الجلالِ والإكرامِ
بديعُ السمواتِ والأرضِ (٢)
_________
(١) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠.
(٢) انظر هذه الأسماء مع أدلتها من الكتاب والسنة في كتاب: (شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة) ... للمؤلف.
1 / 4
مقدمة الشارح
إنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام اللَّه تعالى، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فمن أعظم نعم اللَّه جل وعلا على المسلم، أن شرّفه بهذا الدين القويم، المحروم منه أكثر العالمين، نعمة مخصصة منه جل وعلا.
ومن عظيم نعمه جل وعلا على عباده التي لا تُحصى، أن أذن لهم بالدعاء، وأرشدهم إلى سبله، ووعدهم بالإجابة، والإثابة عليه منه تفضلًا، وتكرمًا وإحسانًا، وبيّن كتاب ربنا جلّ ثناؤه أهميته وعظم شأنه، فقد افتتح كتابه الحكيم به في أعظم سورة في القرآن: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ (١)، واختتم عز شأنه كتابه بسورتين بأفضل ما يتعوذ بهما المتعوذون (المعوذتين)، فأول القرآن وآخره مشتملٌ على الدعاء «وإذا تأمل العبد آيات التنزيل رأى فيه نحو ثلاثمائة آية في الدعاء وفيها من أسرار التنزيل عجبًا» (٢).
_________
(١) سورة الفاتحة، الآيتان: ٦ - ٧.
(٢) تصحيح الدعاء، للعلامة بكر أبو زيد ﵀، ص ٢٣٩.
1 / 5
وقد سمى اللَّه ﷿ الدعاء دينًا، فقال تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (١)، وسماه عبادة، والتي من أجلها خلق الخلق: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٢).
والسنة المطهرة عن المصطفى ﷺ حافلة بفضائله، منوهةٌ بعلو شأنه، ومكانته، ورفع منزلته، ولا يخفى في عناية الشارع الكريم بالدعاء، دلالة على أنه أعظم العبادات، وأجلّ الطاعات، وروح العبادات ولبّها، وأفضلها.
فعن مطرف بن عبد اللَّه قال: «تذكرت ما جماع الخير؟ فإذا الخير: كثير الصوم، والصلاة، وإذا هو في يد اللَّه ﷿، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد اللَّه ﷿ إلا أن تسأله فيعطيك، فإذًا جماع الخير الدعاء» (٣).
ولقد قيّض اللَّه ﵎ في كل زمن وحين، علماء يصونون هذا الدين العظيم من كلّ شائبة، في كل علمٍ من علومه، ولقد قيّض اللَّه جل وعلا من كتب في علمٍ من علومه الجليلة «الدعاء» هو الأخ الشيخ الدكتور الفاضل «سعيد بن علي بن وهف القحطاني» - حفظه اللَّه ﷿ وسدده - فقد جمع كتابًا شاملًا مانعًا من أصح ما كتب في هذا
_________
(١) سورة غافر، الآية: ٦٥.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٣) الزهد للإمام أحمد، ص ٢٤١.
1 / 6
الباب، فقد جعل اللَّه ﵎ لهذا الكتاب القبول الواسع في أرجاء العالم الإسلامي، فلا تكاد ترى بيتًا إلا وفيه هذا الكتاب، وقد لا أكون مبالغًا إذا قلت بل في كل دار من دور البيت، وهذه بشرى نزفها إليه في هذه الدنيا، ونسأل اللَّه ﵎ أن يتم له البشرى الكاملة في الدار الآخرة في أعلى الفردوس، ونحن معه.
ولما كان هذا الكتاب الجليل بهذا القبول والأهمية، أحببت أن أقوم بشرحه، وإن كنت لست أهلًا له، لكني آمل أن أكون من الذين قال فيهم الرسول ﷺ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» (١)، فقمت مستعينًا باللَّه ﷿، وهو خير المعين، لعلّي أقتطف من هذا المعين من الأجر والثواب العظيم، من رب كريم رحيم، ثم استعنت باللَّه ﷿ ثم باللآلئ المنثورة من أقوال أهل العلم في الكتب المبسوطة في هذا الفن، فسهَّل عليَّ هذا المسلك والطريق، فلله الحمد والمنة، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه.
أما عملي في الكتاب: فقد قمت بشرح الأدعية التي في الكتاب شرحًا مبسطًا، مع ذكر بعض الفوائد في الآيات القرآنية والسنة النبوية، وقد أضفت بعض الأحاديث في الفضائل، وكذلك في السنن والآداب، وجعلت الرمز (*) حتى يتميز بين الأصل والشرح، واعلم يا عبد اللَّه أن هذا الموضوع العظيم الجليل القدر لا يعطَى حقه في هذا
_________
(١) البخاري، كتاب الأدب، باب علامة الحب في اللَّه ﷿، برقم ٦١٦٨، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، برقم ٢٦٤٠.
1 / 7
الجهد المتواضع، لكن العبد يتقرب إلى مولاه ما استطاع إليه سبيلًا، واعلم يا عبد اللَّه أن الإكثار من الدعاء، والتشبث به يدخل العبد في جنة معجلة قبل جنة الآخرة.
وختامًا هذا جهد المقل، فإن كان خيرًا فمن اللَّه ﷿، وإن كان غير ذلك فمن نفسي، ومن الشيطان، وآمل من كل أخ كريم ألاّ يبخل عليَّ بالنصح والبيان في مواطن الزلل، وأسأل اللَّه جل وعلا أن يجعل هذا العمل المتواضع مباركًا نافعًا، وأن يرزق مؤلفه، وشارحه، وطابعه، وناشره، وقارئه، مرافقة سيّد الأوّلين والآخرين في الفردوس الأعلى «اللَّهم آمين».
وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين.
كتبه
ماهر بن عبد الحميد بن مقدم
غفر اللَّه له، ولوالديه، ولجميع المسلمين
الأحد ٢٨ محرم ١٤٣٠هـ.
الموافق٢٥ يناير ٢٠٠٩م
1 / 8
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
مُقَدِّمَةُ المؤلف
إنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًَا كَثِيرًَا. أمَّا بَعْدُ:
فَهَذَا مُخْتَصَرٌ مِنْ كِتَابِي «الذَّكْرُ وَالدُّعَاءُ وَالعِلاَجُ بِالرُّقَى مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» (١)، اخْتَصَرْتُ فِيهِ قِسْمَ الدُّعَاءِ؛ لِيَسْهُلَ الانْتِفَاعُ بِهِ، وَزِدْتُ عَلَيْهِ أَدْعِيَةً، وَفَوَائِدَ نَافِعَةً، إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَأَسْأَلُ اللَّهَ ﷿ بِأسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًَا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ.
وَصَلَّى اللَّهُ، وَسَلَّمَ، وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.
المؤلف
حرر في شعبان ١٤٠٨هـ
_________
(١) وقد طبع الأصل المذكور، ولله الحمد، مع تخريج أحاديثه تخريجًا موسَّعًا في أربعة مجلدات: الأذكار «حصن المسلم» في المجلد الأول والثاني، والدعاء في المجلد الثالث، والعلاج بالرقى في المجلد الرابع منها.
1 / 9
تعريف الدعاء
الدعاء في اللغة: مأخوذ من مادة (دَعَو) التي تدلّ في الأصل على إمالة الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك (١).
ويأتي الدعاء باللغة بعدة معانٍ (٢):
١ - الطلب والسؤال: وهو طلب الطالب للفعل من غيره، ومنه قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء﴾ (٣)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (٤).
٢ - العبادة: كما في قوله تعالى: ﴿فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ (٥).
٣ - الاستغاثة والاستعانة: ومنه قوله تعالى: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (٦).
_________
(١) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، ٢/ ٢٧٩.
(٢) ما سيذكر من معانيه مأخوذة من الكتاب النفيس (الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية، ١/ ٢٦ - ٣٦ بتصرف يسير.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٣٨.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٥) سورة الشعراء، الآية: ٢١٣.
(٦) سورة البقرة، الآية: ٢٣.
1 / 10
٤ - النداء والصياح: ومنه قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ (١)، وقوله تعالى: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ (٢).
٥ - القول: ومنه قوله تعالى: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ﴾ (٣).
٦ - التوحيد: كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ
يَدْعُوهُ (٤)﴾، يقول: «لا إله إلا اللَّه ويدعوه» (٥).
٧ - الثناء: ومنه قوله ﷿: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ (٦)، وغير ذلك.
تعريف الدعاء في الشرع:
قال الخطابي ﵀: «هو استدعاء العبد ربه ﷿ العناية، واستمداده إياه المعونة، وحقيقة إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة» (٧).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه ﵀: «دعاء المسألة: هو
_________
(١) سورة القمر، الآية: ٦.
(٢) سورة القمر، الآية:١٠.
(٣) سورة يونس، الآية:١٠.
(٤) سورة الجن، الآية: ١٩.
(٥) الدعاء المأثور، ص٣١.
(٦) سورة الإسراء، الآية ١١٠.
(٧) شأن الدعاء، ص٤.
1 / 11
طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره ودفعه» (١).
وعُرِّف الدعاء كذلك بأنه: «الرغبة إلى اللَّه ﷿، أو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى اللَّه، والاستكانة له» (٢)، وهناك تعريفات أخرى لا تخرج عن هذه المعاني، وكل ما ذكر يدخل في معنى الدعاء، الذي يدل: على معاني سمو في العبودية للَّه تعالى من التذلل والخضوع، والاستكانة والرغبة والرهبة، والتعلق في ظاهر العبد وباطنه بين يدي اللَّه تعالى، في مقام عظيم لا يعبر عنه إلا من لازمه، وذاق حلاوته.
أنواع الدعاء باعتباره ومعناه:
كل دعاء ورد في كتاب اللَّه تعالى، وسنة المصطفى ﷺ، فإنه يتناول نوعين اثنين: دعاء العبادة، ودعاء المسألة (٣)، فإن الدعاء في القرآن يُراد به هذا تارة، وهذا تارة، ويُراد به مجموعهما (٤).
قال العلامة ابن سعدي ﵀: «كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير اللَّه تعالى، والثناء على الداعين يتناول: دعاء المسألة، ودعاء العبادة، وهذه قاعدة نافعة، فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة، دعاء المسألة فقط،
_________
(١) مجموع الفتاوى، ١٥/ ١٠.
(٢) انظر: فتح الباري، ١١/ ٩٥، ونسبه للطيبي.
(٣) مجموع الفتاوى، ١/ ٦٩، و٢/ ٤٥٦، وجلاء الأفهام، ص ١٨.
(٤) بدائع الفوائد، ٣/ ٢.
1 / 12
ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء ...» (١).
تلازم نوعي الدعاء:
من خلال ما مضى تبين لنا أن الدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، وكلٌّ من نوعي الدعاء متلازمان، فإذا أريد به المسألة والطلب يدل على العبادة بطريق التضمن؛ لأن الداعي دعاء المسألة عابد للَّه تعالى بسؤاله، ورغبته، والتضرع إليه، والابتهال إليه، والانطراح بين يديه، وهو يرجو قبول دعوته، وقضاء حاجته، وهو مع ذلك خائف من طرده، وعدم قبول دعوته، فهذا هو لبُّ العبادة، ومخّها، وروحها، وحقيقتها، فالآيات التي ورد فيها الدعاء مرادًا به دعاء المسألة، تدل هذه الآيات بطريق التضمن على دعاء العبادة، وأما إذا أريد بالدعاء دعاء العبادة، فإنه يدل على دعاء المسألة بطريق دلالة الالتزام، وذلك لأن العابد للَّه تعالى كالذي يذكر اللَّه تعالى مثلًا، فهو في الحقيقة سائل للَّه تعالى، يسأله الفوز بالجنة، والنجاة من النار، فإنه يعبد اللَّه تعالى خوفًا من عقابه، وطمعًا في رحمته، ولا يخلو العابد في قرارة نفسه من الخوف والرجاء؛ ولهذا فالعبادة تستلزم السؤال والطلب، فإذا أريد من الدعاء دعاء العبادة، فإنه يدل على دعاء المسألة استلزامًا (٢).
_________
(١) القواعد الحسان لتفسير القرآن، ص ١٥٤.
(٢) مجموع الفتاوى، ١٥/ ١١، وبدائع الفوائد، ٣/ ٣.
1 / 13
فضل الدعاء
ذكر المؤلف وفقه اللَّه فضل الدعاء من الكتاب والسنة على النحو الآتي:
١ - قال اللَّه تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (١)
هذا وعد من اللَّه محقق أن من دعاه، فإنه تعالى سيجيبه، «فقد علّق في هذه الآية الإجابة بالدعاء تعليق المسبب بالسبب» (٢).
ودلت الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة عظيمة، «وأن ترك دعاء الرب ﷾ استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار، وكيف يستكبر العبد من دعاء من هو خالق له، ورازقه، وموجده من عدم، وخالق العالم كله ... فلا شك أن هذا طرف من الجنون، وشعبة من كفران النعم» (٣).
وقد استدل بعض العلماء من قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي﴾ «أن الدعاء واجب، إذ لا صارف له عن الوجوب» (٤)؛ لأن الأصل في الأوامر
_________
(١) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ٨/ ١٣٩.
(٣) تحفة الذاكرين للشوكاني، ص ٢٨.
(٤) تفسير القرطبي، ٣/ ١٤٩، وتفسير الشوكاني، ١/ ٤٦٠.
1 / 14
الوجوب ما لم يأت دليل يصرفه عن الوجوب (١).
٢ - قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (٢).
وهذا وعد أخر صريح من ربنا ﷻ بإجابة الدعاء، واللَّه ﷾ لا يخلف الميعاد، وقد علق هذا الوعد العظيم على الدعاء بـ «إذا» التي تدل على التحقيق، فدلت هذه الآية الكريمة على غاية الاستعطاف من اللَّه ﷿ لخلقه بدعائه والتقرب إليه، وذلك: أنه أضافهم إلى نفسه تشريفًا وتكريمًا، وأنه - رفع الواسطة بينه وبين داعيه، وذلك أن «كل سؤال في القرآن يأتي التعقيب عليه بالجواب (قل)، أو (فقل)، كقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ (٣)، وقال جل وعلا: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾ (٤)، وقال جل وعلا: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ (٥)، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ (٦)، أما
_________
(١) انظر: شرح الكوكب المنير، ٣/ ٣٩، وروضة الناظر، ٢/ ٧٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢١٩.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٢٠.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢١٥
(٦) سورة طه، الآية: ١٠٥.
1 / 15
في هذه الآية فلم يقل جلَّ شأنه قل، أو فقل، بل قال: ﴿فَإِنِّي قَرِيْبٌ﴾ (١).
وهذا رد صريح على من جعل بينه وبين اللَّه تعالى من الوسطاء والأنداد من البشر وغيرهم في دعائه؛ فإنه محروم من هذه الوسيلة المباشرة العظيمة مع اللَّه تعالى، وقوله تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ يدل على قرب اللَّه تعالى من الداعي، قربًا خاصًا يدل على العناية التامة بالإجابة، والمعونة، والتوفيق، والسداد، «ولهذا لم يرد القرب موصوفًا به اللَّه ﷿ إلا في حال الدعاء، وفي حال السجود كقوله ﷺ: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» (٢» (٣).
٣ - * وقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (٤).
أمر اللَّه تعالى عباده المؤمنين بدعائه الذي فيه صلاحهم في دنياهم وأخراهم في تذلل، واستكانة، وخشوع، وقوله: «خفية» أي أن يكون سرًا في النفس؛ لأنه أدل على الإخلاص الذي فيه السلامة من الرياء والسمعة.
_________
(١) انظر: تفسير الرازي، ٢٢/ ٣١.
(٢) مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم ٤٨٢.
(٣) شرح عقيدة أهل السنة والجماعة للعلامة ابن عثيمين ﵀، ص ١٨٧.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ٥٥.
1 / 16
وهذا يدل على أهمية الدعاء، وعلو شأنه، وذلك «لأن الداعي لا يقدم على الدعاء إلا إذا عرف من نفسه الحاجة إلى ذلك المطلوب، وأنه عاجز عن تحصيله، وعرف أن ربه ﵎ يسمع الدعاء، ويعلم الحاجة، وهو قادر على إيصالها إليه، ولاشك أن معرفة العبد نفسه بالعجز، والنقص، ومعرفة ربه بالقدرة، والكمال من أعظم العبادات» (١).
ثم قال تعالى: ﴿إنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ يقصد تاركي الدعاء: وهذا نهاية في الكرم، وغاية في الإفضال، أنه جعل إمساكك عن دعائه ومسألته التي فها خلاصك، وصلاح دينك ودنياك، اعتداء منك» (٢).
[قال الإمام ابن كثير: «وقال ابن جُرَيْج: يكره رفع الصوت والنداء والصياحُ في الدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة، ثم روي عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: ﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ في الدعاء ولا في غيره.
وقال أبو مِجْلِز: ﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ لا يسأل منازل الأنبياء» (٣).
وقال الشيخ السعدي ﵀: «﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ أي:
_________
(١) روح المعاني، ٥/ ٥٠٦.
(٢) الدعاء المأثور، ص ٣٨.
(٣) تفسير ابن كثير، ٣/ ٤٢٨.
1 / 17
المتجاوزين للحد في كل الأمور، ومن الاعتداء كون العبد يسأل اللَّه مسائل لا تصلح له، أو يتنطع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه» (١)].
* وقال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ (٢) «أمر تعالى أن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوّف، وتأمّل للَّه ﷿ حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، فيدعو الإنسان خوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه» (٣).
وهذا يدلنا على فضل الدعاء، وأنه محبوب عند اللَّه ﵎؛ لأنه روح العبادة، ولبُّها، وأفضلها؛ لما فيه من كمال التذلل للَّه تعالى من شدة الافتقار، وإظهار غاية العجز والحاجة إليه ـ.
٤ - ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (٤).
نهى اللَّه ﷾ في هذه الآية الكريمة عن الحسد، وتمني زوال النعم مما في أيدي الغير، ثم بين السبب الأعظم الذي ينال به العبد
_________
(١) تفسير السعدي، ١/ ٢٩١.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٥٦.
(٣) تفسير القرطبي، ٤/ ١٩٨.
(٤) سورة النساء، الآية: ٣٢.
1 / 18
مما يتمناه عند غيره، هو الإلحاح على ربه في سؤاله من فضله وخيره، فقال تعالى: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾، ففيه حث وترغيب على سؤال اللَّه من إحسانه الدائم، وإنعامه الذي لا ينفد، فإن خزائنه مملوءة لا تنفد، ولا تنقطع أبدًا على طوال الزمان والمكان.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الأمر بسؤاله تعالى واجب (١).
* وقال تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ (٢).
أخبر - أنه لا يبالي، ولا يعبأ، ولا يكترث بغير هؤلاء، وأنه لولا دعاؤكم إياه دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ما عبأ ولا اعتنى بكم، فدل على أن الدعاء سبب لعناية اللَّه تعالى بعبده، وإصلاح شأنه وأموره (٣).
٥ - وعن النعمان بن بشير ﵁ عن النَّبِيُّ ﷺ قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، وقرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
_________
(١) القرطبي، ٣/ ١٤٩، وتقدم.
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٧٧.
(٣) فيض الرحمن تفسير جواهر القرآن، ٢/ ٣١٣.
1 / 19
دَاخِرِينَ﴾ (١).
دل هذا الحديث على أن الدعاء هو أفضل العبادة: «فهذه الصيغة المقتضية للحصر من جهة تعريف المسند إليه، ومن جهة تعريف المسند، ومن جهة ضمير الفصل تقتضي أن الدعاء هو أعلى أنواع العبادة، وأرفعها، وأشرفها» (٢).
«كقول النبي ﷺ: «الحج عرفة» (٣) أي معظم الحج الوقوف بعرفة» (٤).
«ولم يرد هذا اللفظ في أي نوع من أنواع العبادة الأخرى» (٥).
* وقد جاء كذلك عن النبي ﷺ في بيان أن الدعاء هو أفضل العبادة، فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﵁ أنه قال: «أفضل العبادة
_________
(١) أبو داود، ٢/ ٧٨، برقم ١٤٨١، والترمذي، ٥/ ٢١١، برقم ٢٩٥٩، وابن ماجه،
٢/ ١٢٥٨، برقم ٣٨٢٨، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، ٣/ ١٥٠، وصحيح ابن ماجه، ٢/ ٣٢٤.
(٢) تحفة الذاكرين، ص ٣٣.
(٣) أخرجه أحمد، ٣١/ ٦٤، برقم ١٨٧٧٤، وأبو داود، كتاب المناسك، باب من لم يدرك عرفة، ٢/ ١٤١، برقم ١٩٤٩ بلفظ: «الْحَجُّ: الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ»، والترمذي، كتاب الحج، باب فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، برقم ٨٨٩، ٣/ ٢٣٧، والنسائي، كتاب مناسك الحج، فرض الوقوف بعرفة، برقم ٣٠١٦ (٥/ ٢٥٦، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر، برقم ٣٠١٥، ٢/ ١٠٠٣، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٣١٧٢.
(٤) شأن الدعاء للخطابي، ص ٥.
(٥) شرح الإحياء للزبيدي، ٥/ ٤.
1 / 20
الدعاء» (١).
٦ - وقال ﷺ: «إِنَّ رَبَّكُمْ ﵎ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» (٢).
* وجاء في لفظ آخر: «صفرًا خائبتين» (٣).
* ومعنى «صفرًا»: أي فارغة.
وفي لفظ: «حتى يضع فيهما خيرًا» (٤).
فحياؤه صفة كمال تليق به، ليس كحياء المخلوقين الذي هو
_________
(١) أخرجه الحاكم، ١/ ٤٩١، وقال: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، والطبراني في الأوسط، برقم ٩٢٦٤، ٩/ ١٠٧، وفى الصغير، برقم ١١١٤، ٢/ ٢٥١ وأخرجه ابن عدي، ٥/ ٨٨، في ترجمة رقم ١٢٦٥، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم ١١٢٢، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم ١٥٩٧.
(٢) أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، ٢/ ٧٨، برقم ١٤٨٨ والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن بشار، ٥/ ٥٥٧، برقم ٣٥٥٦ وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، ٢/ ١٢٧١، برقم ٣٨٦٥، وقال ابن حجر: «سنده جيد»، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٧٩، وفي غيره.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن بشار، ٥/ ٥٥٧، برقم ٣٥٥٦، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم ٣٨٦٥، وفي صحيح الترغيب والترهيب، ٢/ ١٦٣٥.
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك، ١/ ٤٩٨، بلفظ: «إن الله رحيمٌ، حييٌّ، كريم، يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا»، وحسنه ابن حجر في الفتح، ١١/ ١٢١، وصحح الألباني لفظ الحاكم في صحيح الجامع، برقم ١٧٦٨.
1 / 21