139

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ = إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل

Géneros

[المسألة الخامسة]:
أنَّ رؤية المؤمنين في الجنة لربهم ﷿ عامة بالإنس والجن، للرجال وللنساء، وللملائكة أيضًا، ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد:٢٣-٢٤]، فالملائكة في الجنة يعني طائفة منهم في الجنة، وفي الجنة المؤمنون من الجن والإنس ومن الرجال والنساء، ولم يدلَّ دليل على اختصاص الرؤية بالرجال دون النساء ولا على اختصاص الرؤية بالإنس دون الجن، وهذه فيها أقوال:
١ - القول الأول:
من قال: إنَّ الرؤية للإنس دون الجن، وهذا خلاف الصواب كما ذكرنا؛ لأنَّ الآيات عامة في الرؤية في كل مؤمن فمن دخل الجنة رآه.
٢ - القول الثاني:
إنَّ الرؤية للرجال دون النساء، واستدلوا على ذلك بقوله ﷿ ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن:٧٢] وأنَّ القصر في الخيام يدل على عدم خروجهن من ذلك.
* والصواب أنَّ الرجال والنساء من المكلفين من الجن والإنس يرون ربهم ﷿ إذ كانوا من أهل الجنة.
وأمَّا الاستدلال بالآية فعجيب لأنَّ:
@ أولًا: الآية أولًا في الحور، والحور خلق ينشؤهن الله ﷿ إنشاءً في الجنة وليسوا من المكلفين في الدنيا.
@ ثانيًا: أنَّ الله ﷿ قال ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس:٥٦] وقال ﷿ في الآية الأخرى ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾، فمن نعيم أهل الجنة أنهم يتمتعون هم وأزواجهم على الأرائك فيتكئون وينظرون، وإخراج النساء من الاتكاء ضده الآية وكذلك إخراجهم من النظر ضده الآية.
لهذا نقول غلط من قال إنَّ الرؤية للرجال دون النساء، فالنساء يرون ربهم ﷿ كما يراه الرجال؛ لأنهم مكلفون متعبدون، والنعيم عام للإنسان الذي يدخل الجنة من الرجال والنساء جميعًا، نسأل الله الكريم من فضله.

1 / 139