شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Khaled Al-Musleh d. Unknown
110

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Editorial

دار ابن الجوزي،الدمام

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢١هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

كلام من قاله مبلغًا مؤديًا، فالرجل إذا بلغ قول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" ١، كان قد بلغ كلام النبي ﷺ بحركاته، وأصواته، وكذا إذا أنشد شعر شاعر كامرئ القيس أو غيره، فإذا قال: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ........................... كان هذا الشعر شعر امرئ القيس، وإن كان هذا قاله بحركاته، وأصواته. وهذا أمر مستقر في فطر الناس كلهم يعلمون أن الكلام كلام من تكلم به مبتدئًا، آمرًا بأمره، ومخبرًا بخبره، ومؤلفًا حروفه، ومعانيه، وغيره إذا بلغه عنه علم الناس أن هذا كلام للمبلغ عنه لا للمبلغ، وهم يفرقون بين أن يقوله المتكلم به، والمبلغ عنه، وبين سماعه من الأول، وسماعه من الثاني. ولهذا كان من المستقر عند المسلمين أن القرآن الذي يسمعونه هو كلام الله كما قال – تعالى –: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ﴾ [التوبة: ٦] مع علمهم بأن القارئ يقرؤه بصوته كما قال النبي ﷺ: " زينوا القرآن بأصواتكم" ٢، فالكلام كلام البارئ، والصوت هو صوت القارئ"٣، وقد "بين الإمام أحمد أن القائل إذا قال لما سمعه من المبلغين المؤدين: هذا كلام الله، فالإشارة إلى حقيقته التي تكلم الله بها، وإن كنا إنما سمعناها ببلاغ المبلغ، وحركته، وصوته. فإذا أشار إلى شيء من صفات المخلوق لفظه، أو صوته، أو فعله، وقال: هذا غير مخلوق فقد ضل وأخطأ. فالواجب أن يقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، فالقرآن في المصاحف كما أن سائر الكلام في المصحف، ولا يقال: إن شيئًا من

١ رواه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧) . ٢ رواه أحمد (١٨٦٨٨)، (٤/٢٨٣)، وأبو داود (١٤٦٨) . ٣ التسعينية (٣/٩٦٣ – ٩٦٥)، وانظر بسط هذا في الجواب الصحيح (٤/٣٣٥ – ٣٤٩)، مجموع الفتاوى (١٢/٢٦١ – ٢٦٥)، (١٢/٤٥٦ – ٤٦٣) .

1 / 115