374

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Editorial

المكتبة العلمية بيروت

Ubicación del editor

لبنان

Géneros

٢٦٥- خطبة الحصين بن المنذر:
ثم قام الحصين بن المنذر وكان أحدث القوم سنًا، فقال:
"إنما بني هذا الدين على التسليم، فلا تدفعوه بالقياس، ولا تهدموه بالشبهة، وإنا والله لو أنا لا نقبل من الأمور إلا ما نعرف، لأصبح الحق في الدنيا قليلًا، ولو تركنا وما نهوى، لأصبح الباطل في أيدينا كثيرًا، وإن لنا راعيًا قد حمدنا ورده وصدره، وهو المأمون على ما قال وفعل، فإن قال: لا. قلنا: لا، وإن قال: نعم، قلنا: نعم".
٢٦٦- خطبة عثمان بن حنيف:
ثم قام عثمان بن حنيف، وكان من صحابة رسول الله ﷺ، وكان عاملًا لعلي على البصرة وله فضل، فقال:
"أيها الناس: اتهموا رأيكم، فقد والله كنا مع رسول الله ﷺ بالحديبية يوم أبي جندل١، وإنا لنريد القتال إنكارًا للصلح حتى ردنا عنه رسول الله

١ هو أبو جندل بن سهيل بن عمرو. وقصته: أنه لما كانت غزوة الحديبية "سنة ست للهجرة" بعثت قريش من قبلها سهيل بن عمرو ليكلم الرسول ﷺ في المصالحة، وقد جرى بينهما الصلح وكتبت صحيفته، وكان من شروطه، وضع الحرب عن الناس عشر سنين يكف بعضهم عن بعض على أن من أتى محمدًا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشًا ممن مع محمد لم يردوه عليه، فبينا رسول الله ﷺ يكتب الكتاب هو وسهيل إذ جاء أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد قد انفلت إلى رسول الله ﷺ، وقد كان المسلمون حين خرجوا لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله ﷺ، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع دخل عليهم من ذلك أمر عظيم، ولما رأى سهيل ابنه أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلبيبه "بفتح التاء: ما في موضع اللبب "أي النحر" من الثياب" ثم قال: يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال صدقت،=

1 / 377