«سألت أبا الحسن إدريس بن عبد الكريم (٥٥) المقريء، أن يدفع إلى كتاب خلف ابن هشام (٥٦) ت ٢٢٩ هـ، الذي صنفه في متشابه حروف القرآن، فقال لي حين سألته ذلك: قال لي خلف حين سألته ما سألتني: إيش تعمل بهذا الكتاب؟ فقلت له:
أكتبه عنك كما كتبه غيري، وإحفظه كما حفظه فلان وفلان، قال: فقال لي خلف: أرأيت إن قلت لكم إن في القرآن ثلاثة أحرف من وجوه المتشابه فوجدتموه أكثر مما قلت لكم، أكنتهم تقبلون ذلك مني؟ فقلت له: لا، ولكني لا أجد بدا من أن أكتبه عنك، قال: فأعطانيه، وقال لي: قد نصحت لك وأنت أعلم ... (٥٧) .
ثم يقول ما خلاصته: إنه مكث مدة يظن أن خلفا أول من رسم للناس هـ\االمتشابه من أجل المحاورة التي كانت جرت بينه وبين إدريس فيه، حتى ورد إليه كتب أخرى من مشايخ القرآة المتقديمين. ويستدل بما يراه دليلا عنده أن كتاب موسى الفراء من بين تلك الكتب أول شيء وضع في هذا الضرب (٥٨) .
٢- وهناك من توسع في هذا النوع أسئلة أو تأليفا، حتى ذكروا أمورا لا جدوى وراءها، ودقائق لا طائل تحتها، مما دفع ابن المنادي إلى استنكار ذلك حيث يقول:
1 / 66