اتحاد المعنى لغرض بلاغي، أو لمعنى دقيق يراد تقريره، لا يدركه إلا جهابذة العلماء وأساطين البيان (٣٤) .
المطلب الثالث: موضوع علم المتشابه اللفظي في القرآن الكريم:
موضوع هذا العلم هو الآيات القرآنية باعتبار ما فيها من تشابه لفظي. ونتعرف به على تلك الظاهرة العجيبة التي امتاز بها القرآن الكريم في تكرير بعض آياته في عدة مواضع بالكلمات المتفقة، أو وتقديما وتأخيرا، وذكرا وحذفا ...، إلى غير ذلك من الأنواع التي تقدم ذكرها سابقا، مما قد يظنه بعض قصار النظر تكرارا خاليا عن فوائد وأسرار، فالمتشابه اللفظي في الآيات القرآنية على هذا النحو لون من ألوان الإعجاز في القرآن الكريم.
لقد تناول ابن المنادي (ت٣٣٦ هـ) هذا المتشابه اللفظي في كتابه تحت نوعين رئيسيين، هما:
الأول: النوع الأبوابي، فقد خصصه لجمع النظائر من ألفاظ القرآن التي تشبه على من كان سيء الحفظ من حفاظ القرآن الكريم.
وقد ذكر تحت هذا النوع تسعة أقسام، وأشار أثناء ذكر هذه الأقسام (٣٥) أكثر من مرة أن منها ما
يجمع للحفظ فقط (٣٦)، ومنها ما يجمع لرأي العين دون
1 / 56