84

La perla del buceador en las ilusiones de los particulares

درة الغواص في أوهام الخواص

Investigador

عرفات مطرجي

Editorial

مؤسسة الكتب الثقافية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Ubicación del editor

بيروت

بالمنكر وَالشَّر، كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر: مَا يحملكم على أَن تتايعوا فِي الْكَذِب كَمَا تتايع الْفراش فِي النَّار. وكما روى أَنه لما كثر شرب الْخمر فِي عهد عمر ﵁ جمع الصَّحَابَة ﵃، وَقَالَ: إِنِّي أرى النَّاس قد تتايعوا فِي شرب الْخمر واستهانوا بحدها، فَمَاذَا ترَوْنَ فَقَالَ لَهُ عَليّ ﵇: أرى أَن أحده ثَمَانِينَ، لِأَنِّي أرَاهُ إِذا شرب سكر، وَإِذا سكر هذى، وَإِذا هذى افترى، فأحده حد المفتري. فاستصوب عمر رَأْيه، واخذ بِهِ. وَقد جَاءَ فِي لُغَة الْعَرَب أَلْفَاظ خصت بِالِاسْتِعْمَالِ فِي الشَّرّ دون الْخَيْر، كلفظة تهافت، الَّتِي لَا تسْتَعْمل إِلَّا فِي الْمَكْرُوه والحزن، وكلفظة أشفى الَّتِي لَا تقال إِلَّا لمن أشرف على الهلكة، وكالأرق الَّذِي لَا يكون إِلَّا فِي الْمَكْرُوه لِأَن السهر يكون فِي الْمَكْرُوه والمحبوب، وكقولهم فِي مدح الْمَيِّت: التأبين، وَلكُل مَا يثور للضَّرَر: هاج. ولأخبار السوء: صَارُوا أَحَادِيث، وللمذموم مِمَّن تخلف: خلف، وللمتساويين فِي الشَّرّ: سواس وسواسية، كَمَا جَاءَ فِي الْمثل: سواسية كأسنان الْحمار، وكما قَالَ الشَّاعِر: (سود سواسية كَأَن أنوفهم ... بعر ينظمه الصَّبِي بملعب) (لَا يخطبون إِلَى الْكِرَام بناتهم ... وتشيب أيمهم وَلما تخْطب)

1 / 92