قلت: وهذه البئر اليوم بعيدة عن المدينة جدًا، وهي في براح (^١) واسع من الأرض وطيء (^٢)، وعندها بناء من حجارة من (^٣) خراب، قيل إنه كان دير اليهودية (^٤)، والله أعلم.
وحولها مزارع وآبار، وأرضها رملة، وقد انتقضت خرزتها (^٥) وأعلامها، إلا أنها بئر مليحة جدًا، مبنية بالحجارة الموجهة، وذرعتها فكان طولها ثمانية عشر ذراعًا، منها ذراعان ماء، وباقيها مطموم بالرمل الذي تسفيه الرياح فيها، وعرضها ثمانية أذرع، وماؤها صاف، وطعمها حلو، إلا أن الأجون قد غلب عليه.
قلت: واعلم أن هذه الآبار قد يزيد ماؤها في بعض الزمان عما ذكرنا، وقد ينقص، وربما بقي منها ما كان مطمومًا (^٦).