============================================================
ما سألت عنه ، سالكا فيه طريق الإنصاف ، وتاركا سبيل العناد ، مشملعا م ركوب العصبية ، والركون إلى العناد واللجاج ، وحمية الجاهلية إن شاء الله ثعالى"11) - أن حمزة لم يكن بعجبه بعض مذاهب علماء النحو ، كالزجاج مفلا، الذى ذهب فى الاشتقاق مذعبا غريبا ، لا بوافقه عليه أى من علماء اللغة، ففيرعن استهجانه لمثل هذا المذهب بقوله: "حسييه الله، ووضرط إبليس على ذا من أدب " وهو فى هذا ينهكم ، ولكن مثل هذه العبارات ألقت عليه ظلالا من الشعربية، وجعلت بعضهم يضعه بين المتعصبين على الأمة العربية ولغها، بدل أن يضعوه بين المجددين فى اللغة، والداعين إلى إصلاحها ، وهذا من نكد الدنيا، وسوه الحظ!
وكذلك لم تعجبه كثرة المترادفات فى اللغة العرببة إلى حد أن تبلغ ما يزيد على أربعمائة كلمة لمسمى واحد هو الداهية ، ويعلق على ذلك نعليقه الذى أثر ، فيؤذ ذلك عليه، ويسلكه فى عداد المتعصبين على اللغة العرببة على حين أن كثرة المترادفات فى اللغة العربية إلى هذا الحد من المطاعن التى وجهت الها، ولاسيما من المستشرقين ، أولثك الذين يسارعون إلى تهجين اللغة العربية، ويتبادر كثبر منهم إلى الفض من شأنها ما وجد إلى ذلك سبيلا . إن الترادف فى الغة العربية خاصة فذة من خصائصها ، ودليل على خصوبتها وثرائها ، وكثبرا ما اسعف المتكلمين بها، ويخاصة الشعراء، بعدبد من الكلمات للمعنى الواحد، ولكن اذا وصلت المترادفات إلى هذا الحد فهذا شىء غير محمود فى اللغات!
3- وأما ما وردفى كتب حمزة من الفاظ فارسية ، واهنمامه الواضح بإرجاع كثير من الكلمات العربية إلى أصلها الفارسى فإن هذا لا ينهض دليلا على نعصبه لفرس والفارسية ضد العرب والعربية ، فلقد كان حمزة فارمى الأصل ، وكان بعرف الفارسية ويقرأ بها الكتب ، والانسان قد يحتعين بلغة بعرفها غير لغته ، يوضح بها بعض المعانى ، وقد يتفاصح بأنه بعرف لغة أخرى ، فتجد فى كتابته 1) الفنهه عل حدرث التصيف21
Página 29