[الدرجة الرابعة: درجة الأئمة اللاحقين المقتدين بالأئمة
السابقين]
الدرجة الرابعة من أئمة الحق ودعاته، وحماة الدين ورعاته، وسلاطين الله في أرضه، والقائمين بحقه وفرضه، وهم من بعد أحمد بن الحسين المهدي إلى أن ألجت الحال فصار الأمر عندي.
قال عليه السلام :
وكلهم قاموا دعاة إلى الهدى
حماة لدين الله جل جلاله
وهم عمروا الإسلام حتى تقللت
دعائمه طولا وتم كماله
جعلوا سيرة السابقين قبلهم قبلة ، وسنة جدهم إلى النجاة والسلامة وصلة، فنهجوا من السنن النبوية نهجها، وعلوا من السنن المرضية سرجها، قال عليه السلام :
وهم دمغوا أهل الخنا فتبعثرت
من الجور والظلم البهيم جباله
وهم دوخوا أهل الضلال أصبحت
مقطعة أمراسه وجباله
فلله قوم نوروا الحق فانجلت
بهم وانجلى شمس الهدى وهلاله
ونستثني من الدرجة الرابعة من طمت بغرائب العلم ومكنون أنظاره، وتلاطمت بكشف غوامض أسراره بحاره، فزاد على أضرابه وأقاربه، وكان يدعى آية في زمانه، حري بأن يكون أمة وحده، وهو الإمام المؤيد بالله تعالى يحيى بن حمزة، وإنما انقسمت الأئمة على هذه الدرجات الأربع، وكان بعضهم أفضل من بعض وأرفع، لما اقتضته البراهين والأدلة، وظهرت فيه ظهور الأهلة.
Página 53