من عبد الله الهادي لدين الله علي بن المؤيد بن رسول الله قال تعالى: ?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون? [آل عمران: 104]، السلام الأسنى والتحية المباركة الحسنى طبق بالرحمة الفاضلة المباركة، وعمرت بالنعمة السابغة الكاملة، وهطلت بكلائل المودة الصادقة، وشمل بها كل الرحمة الباسقة، من اتبع الهدى وتمسك بأوثق العرى، وعلم أن الأولى دار فناء فارعوى، والآخرة منزل بقاء فاستوى، ونظر بعين الرجا فنجا، وفزع إلى الله تعالى ولجا، لم يرع الدنيا بقالب قلبه فيقتحم المهالك، ولا حكم على لبه فيسلك أضيق المسالك، ولا هوت به الأطماع خرب الشبهات، فينهار به في مواقع الشهوات، وعلم أن تقوى الله تعالى هي العروة الوثقى، والنجاة عند الله غدا، ومن أتى إلى الله تائبا نادما، ورجع إليه راغبا عازما، وامتثل لله تعالى مطيعا، وتذلل له مهابة وخضوعا، وخص أولئك أزكى التحيات وأفضل البركات، وبعد:
Página 41