Diván de los Secretos y Emblemas
ديوان الأسرار والرموز
Géneros
رأى الصوفية في الذاتية أمرا نكرا؛ إذ كان التصوف - بزعمهم - يقصد إلى إذلال النفس وإماتتها حتى تؤهل للفناء في الله.
وزاد الصوفية ثورة على شاعر الحياة والقوة أنه عمد إلى إمام من أئمتهم وشاعر من أعاظم شعرائهم «لسان الغيب حافظ الشيرازي» فحط من شأنه وغض من طريقته، ونهى الناس عنها، وحذرهم منها، وكذلك خالف محيي الدين بن عربي الملقب بالشيخ الأكبر، وغلطه، وقال: إن آراءه غير إسلامية.
وقد أجاب إقبال المعترضين أجوبة منها قوله في رسالة إلى الشيخ حسن نظامي: ... إني بفطرتي وتربيتي أنزع إلى التصوف، وقد زادتني فلسفة أوروبا نزوعا إليه، فإن هذه الفلسفة في جملتها تنزع إلى وحدة الوجود؛ ولكن تدبر القرآن المجيد، ومطالعة تاريخ الإسلام بإمعان عرفاني غلطي، وبالقرآن عدلت عن أفكاري الأولى، وجاهدت ميلي الفطري، وحدت عن طريق آبائي.
إن الرهبانية ظهرت في كل أمة وعملت لإبطال الشريعة والقانون؛ والإسلام في حقيقته هو دعوة إلى مخالفة الرهبانية.
والتصوف الذي شاع بين المسلمين - أعني التصوف العجمي - أخذ من رهبانية كل أمة، وجهد أن يجذب إليه كل نحلة، حتى القرمطية التي قصدت إلى التحلل من الأحكام الشرعية.
إن حالة السكر - في اصطلاح الصوفية - تنافر الإسلام وقوانين الحياة، وحالة الصحو - وهي الإسلام - توافق قوانين الحياة، وإنما قصد الرسول
صلى الله عليه وسلم
إنشاء أمة صاحية، ولهذا نجد في صحابة الرسول الصديق والفاروق، ولا نجد حافظا الشيرازي ...
ولا أنكر عظمة الشيخ ابن عربي وفضله، بل أعده من كبار فلاسفة المسلمين، ولا أرتاب في إسلامه؛ فإنه يحتج لعقائده، كقوم الأرواح ووحدة الوجود، بالقرآن مخلصا، فآراؤه على صوابها وغلطها قائمة على تأويل القرآن.
وأرى أن تأويله غير صحيح، فأنا أعده مسلما مخلصا، ولا أتبعه في مذاهبه.
Página desconocida