البحر : -
هذا الصباح صباح الشيب قد وضحا
سرعان ما كان ليلا فاستنار ضحى
للدهر لونان من نور ومن غسق
هذا يعاقب هذا كلما برحا
وتلك صبغته أعدى بنيه بها
إذا تراخى مجال العمر وانفسحا ما ينكر المرء من نور جلا غسقا ما لم يكن لأماني النفس مطرحا
إذا رايت بروق الشيب قد بسمت
بمفرق فمحيا العيش قد كلحا
يلقى المشيب بإجلال وتكرمة
من قد أعد من الأعمال ما صلحا
أما ومثلي لم يبرح يعلله
من النسيم عليل كلما نفحا
والبرق ما لاح في الظلماء مبتسما
من جانب السفح إلا دمعه سفحا
فما له برقيب الشيب من قبل
من بعد ما لام في شان الهوى ولحا
يأبى وفائي أن أصغي للأئمة
وأن أطيع عذولي غش أو نصحا
يا أهل نجد سقى الوسمي ربعكم
غيثا ينيل غليل الترب ما اقترحا
Página 23