Diraya
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
Géneros
قوله في السورة التي يذكر فيها النساء(الآية:29): { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } يعني: بالظلم, يقول: لا تأكلوا إلا بحقه, وهو الرجل يجحد حقا هو عليه, أو يقتطع مالا بيمين كاذبة, أو بغضب, أو بأكل الربا, ثم قال: { إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } يعني: ما استفضل الرجل من مال أخيه في التجارة فلا بأس .
قال: { ولا تقتلوا أنفسكم } يقول : لا يقتل بعضكم بعضا { إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك } يعني: [ أكل الأموال وسفك الدماء] جميعا متعمدا { عدوانا } يعني: اعتداء بغير حق { وظلما } فيموت على ذلك { فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } يقول : كان ذلك على الله هينا .
عن عمر بن الخطاب رحمه الله أنه قال: الموجبات التي أوجب الله عليها النار لمن عمل بها في هذه الآية والآية الأخرى قوله { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } (النساء:93)، وقوله { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } (النساء:10) ونحوها.
Página 102