{ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } يقول : لين جناحك لهما رحمة بهما. { وقل رب ارحمهما } عندما تعالج { كما ربياني صغيرا }يعني: عالجا ذلك مني صغيرا.
قال: فإن كانا مشركين فلا تقل رب ارحمهما, ولكن برهما وافعل كما قال الله في سورة لقمان( الآية:14-15) :{ أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم } يقول : ليس لك علم بأن لي شريكا { فلا تطعهما } في الشرك , وفي المعصية غير الشرك في جميع ما نهاك الله عنه { وصاحبهما في الدنيا معروفا } يعني : البر والصلة .
وقوله :{ ربكم أعلم بما في نفوسكم) (الاسراء:25) } يعني: بما في قلوبكم من البر بالوالدين على كبرهما { إن تكونوا صالحين } يعني : محسنين , أو لا تحسنون { فإنه كان للأوابين } يعني: من الراجعين من الذنوب إلى طاعة الله فيما أمر { غفورا }.
وذكروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أسخط والديه فقد أسخط الله, ومن أغضبهما فقد أغضب الله .
قال : وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك بحق الله وطاعته فاخرج . ومن أعتقهما من الرق فهو عظيم الأجر إن شاء الله.
وفي النفقة قال:
إن كان دينارا أو شيء تريد أن تنفقه لله فأعطه أمك , وإن كان لك آخر فأعط أباك , إذا كانوا فقراء , فإن كان الثالث فأنفقه على عيالك , والرابع فأعطه قرابتك , والخامس في سبيل الله , يعني: في طاعة الله .
قال : قال معاذ يا رسول الله :
Página 53