وقوله في السورة التي يذكر فيها { والليل إذا يغشى} :
{ فأما من أعطى واتقى }(الليل:5) يعني : من أعطى ماله في حق الله , واتقى الله قال: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رحمه الله .
اشترى سبعة نفر من المسلمين كان كفار مكة يعذبونهم ليردوهم إلى الشرك , فاشتراهم أبو بكر رحمه الله واعتقهم . منهم بلال بن رباح المؤذن { وصدق بالحسنى }(الليل:6) يعني: بعدة الله , أن الله يخلف خيرا منه في الآخرة , وهي الجنة { فسنيسره لليسرى }(الليل:7) يعني: فسنيسره أن يعود الثانية فيعطى من ماله في حق الله .
{ وأما من بخل واستغنى}(الليل:8) قال : نزلت في أبي سفيان بن حرب , بخل بالمال فلم يعط في حق الله واستغنى عن الله في نفسه{ وكذب بالحسنى (الليل:9) يعني: وكذب بعدة الله إن الله لا يخلفه منه خيرا , لأنه لم يكن يصدق بالجنة يومئذ { فسنيسره للعسرى }(الليل:10) يعني : يعسر عليه أن يفعل خيرا ,فلا يقدر على أن يفعله . [في نسخة: على أن يبلغه].
{ وما يغني عنه ماله }(الليل:11) يعني: عنه ماله الذي بخل به في الدنيا { إذا تردى }يعني: إذا مات .
وقوله في السورة التي يذكر فيها البقرة (الآية219):
{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو } يعني: الفضل من أموالهم, فإن هذا كان قبل الزكاة , ثم نسختها آية الزكاة .
قال: { كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون* في الدنيا والآخرة }يعني: لكي تتفكروا في الدنيا والآخرة .
يقول : تتفكرون في أمر الدنيا فهي دار بلاء , ثم هي دار فناء , ويتفكرون في أمر الآخرة فيقولون : هي دار خير , ثم هي دار بقاء فيعرفون فضلها , ويعملون للباقي منها .
Página 49