ثم ضرب الله مثلا قال: { فمثله كمثل صفوان عليه تراب } يعني :صفا عليه تراب { فأصابه وابل } يعني المطر الشديد { فتركه صلدا } يعني :فترك المطر الصفا بقى أجردا ليس عليه تراب , فكذلك كل من ينفق ماله في غير خالص رياء الناس , وكذلك صدقة الذي يزعم من نفسه وهو مؤمن مستكمل الإيمان [نسخته] صدقة الذي من بنفقته . يزعم أنه مؤمن مستكمل الإيمان إذا من بها على المعطا { لا يقدرون على شيء مما كسبوا } يقول : لا يقدرون على ثواب شيء مما أنفقوا يوم القيامة , كما لم يبق على الصفا شيء من التراب حين أصابه المطر الشديد , { والله لا يهدي القوم الكافرين } فسماهم الله في أول الآية مؤمنين قال : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } , ثم سماهم في آخر الآية كافرين , فأبطل أعمالهم حيث منوا بها على المعطا .
كذلك قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم }(محمد:33) فبين الله دينه , وأمره ,ونهيه , ورضيه الله , وأمر به , ودعا إليه , وأحل حلاله , وحرم حرامه , وبين أحكامه وشرائعه وحدوده , فتعلموا دينكم وانصروه فإنه قال: { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم } (الأنفال:الآية42)، وقال: { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }(النساء:الآية165).
Página 44