{ عالم الغيب والشهادة }(التغابن:18) يعني: عالم غيب ما في قلوب الناس وغيره , وشاهد لكل حال { العزيز الحكيم }.
وقوله في سورة البقرة (الآية:261):{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } يعني: في طاعة الله , { كمثل حبة أنبتت } يعني: أخرجت { سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } وذلك الذي ينفق ماله في سبيل الله { والله يضاعف لمن يشاء } يعني : فوق سبع مائة إلى ألفي ألف ضعف { والله واسع } لذلك الأضعاف { عليم } بما ينفقون .
وقوله :{ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله }(البقرة:262) يعني : في طاعة الله { ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى } يقول: لا يمنون بما يعطون من النفقة { لهم أجرهم عند ربهم } يعني : [ يجازيهم] ربهم { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.
نزلت هذه الآية في المؤمنين في نفقاتهم في غزوة تبوك , حين جهز عثمان المسلمين بألف بعير, وشراؤه ركية بالمدينة تسمى رومة , فتصدق بها على المسلمين ,وفي عبد الرحمن بن عوف حين تصدق بأربعة آلاف درهم , أو ما شاء الله.
{ قول معروف }(البقرة:263) يعني : قولا حسنا , دعاء الرجل لأخيه المسلم بالخير { ومغفرة } يعني : وتجاوزا عنه لا يعطيه شيئا { خير من صدقة } يعطيها إياه , ثم { يتبعها أذى } يعني: المن { والله غني } عما عندكم من الصدقة { حليم } لا يعجل بالعقوبة على من يمن بالصدقة ويؤذي فيها .
فبين الله أحكامه , وشرائعه , وحدوده في كتاب عزيز { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }(فصلت:42) .
Página 42