ثم قال: { وأنفقوا من ما رزقناكم }يعني: زكاة الأموال { من قبل أن يأتي أحدكم الموت } فيسأل الرجعة إلى الدنيا ليزكي ماله ويعمل فيه بأمر الله وسنة نبيه , { فيقول } حينئذ { رب لولا أخرتني إلى أجل قريب } لأن الخروج من الدنيا قريب { فأصدق } يعني: فأزكي مالي { وأكن من الصالحين } يعني: من المؤمنين فأفعل في مالي ما يفعل المؤمنون.
قال الله :{ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون }.
وقوله في السورة التي يذكر فيها محمد صلى الله عليه وسلم( الآية: 38):
{ ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل } يعني: بالنفقة التي أوجب الله عليه{ فإنما يبخل عن نفسه } يعني: يبخل بالخير والفضل والجنة عن نفسه{ والله الغني } يعني: عما عندكم من الأموال{ وأنتم الفقراء } يعني: إلى ما عنده من الخير والرحمة { وإن تتولوا } يعني: عن طاعة الله التي أوجب عليكم وعما يرشدكم إليه, وعليه { يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } يعني: يكونون أطوع لله منكم مخلصين في العبادة ثم لا يكونوا أمثالكم.
وقوله في السورة التي يذكر فيها آل عمران (الآية: 180):
{ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } يعني : بما أعطاهم الله من فضله من الأموال , فيبخلون بالزكاة , ولا تحسبن البخل { هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }.
Página 39