Estudios Filosóficos (Parte II): En la Filosofía Occidental Moderna y Contemporánea
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Géneros
في العصر الوسيط. وكانت بعض المناقشات المهمة تعقد مرة واحدة أو مرتين في السنة، في عيد الفصح وعيد الميلاد. ومنها خرج أيضا نوع آخر من التأليف في العصر الوسيط كان يسمى «الماشائيات»
Questiones QuodIibetales ، مثل بعض مؤلفات توما الأكويني ووليم الأوفرني. كما كانت كل أعمال توما الأكويني باستثناء «الرد على الأمم» حصيلة هذه الدروس. وكذلك كانت أعمال القديس بونافنتير، ودنز سكوت، ووليم الأوكامي، حصيلة شروحهم كتاب «الحكم» لبطرس اللومباردي.
هذه هي الخلفية التاريخية التي منها سيثير كانط مسألة حرية البحث العلمي، محاولا حل أزمته في صراعه بين السلطات السياسية والسلطات الدينية، ومحاولا إيجاد مخرج للفحص الفلسفي الحر، من أجل تربية الشعب، ودون الخروج على نظام الدولة.
1
ثانيا: الصراع بين الكليات الجامعية
عند كانط
كتب كانط (1724-1804م) «صراع الكليات»، عام 1798م، وعمره أربعة وسبعون عاما، وكان آخر ما كتبه ونشره باسمه بنفسه. ويتضح فيه إخلاص كانط الشديد للمبادئ العامة للفلسفة النقدية التي ظل طيلة حياته يؤسسها. وقد كانت هناك ظروف معينة دفعته لذلك؛ إذ عندما توفي فردريك الثاني ملك بروسيا الذي كان من أنصار المفكرين الأحرار، حدث رد فعل على فلسفة التنوير في ألمانيا. وتحت تأثير الوزير يوحنا كرستوف فولتر (1732-1800م) اتخذ الملك الجديد فردريك وليم الثاني إجراءات قهرية للدفاع عن السلفية (الأورثوذكسية) الدينية، منذ هجمات التنوير عليها، على يد لسنج. وصدر فرمان الدين في 9 / 7 / 1788م، يمنع أي نقد ضد الدين القائم. ثم صدر قانون آخر في 19 / 12 / 1788م، يكمل الفرمان الأول ضد حرية الصحافة. ثم تأسست لجنة الرقابة على المطبوعات عام 1792م.
وبعد أن نشر كانط «نقد العقل العملي» عام 1788م، أصبح موضع شبهة من جديد، ففي 14 / 6 / 1792م، منعت الرقابة نشر الجزء الثاني من «الدين في حدود العقل البسيط». ومع ذلك نشره كانط كله عام 1793م؛ مما دفع الملك إلى أن يرسل له خطابا يعنفه فيه في 1 / 10 / 1794م، نشره كانط في مقدمة «صراع الكليات». وقد صمت كانط على الأقل خارجيا انصياعا لأوامر الملك، ولكنه حافظ سرا على آرائه. ولم يتنازل عنها. وكان قد عزم على استئناف نشاطه الفلسفي بعد موت الملك. وقد كانت الرقابة هي السبب في تأخر نشر «صراع الكليات» الذي يقوم كله على فكرة «حرية الضمير». كتب الجزء الأول في أواخر عام 1794م، والثاني قبل نهاية عام 1797م. وقد دون الجزء الثالث أخيرا بمناسبة نشر هوفلاند
Hufland
كتابا بعنوان «فن إطالة الحياة» الذي ظهر أولا في مجلة «الطب العملي» عام 1797م. هذا التفاوت في الزمان في نشر المحاولات الثلاث سمح لكانط بإدراك الوحدة الداخلية بينها؛ مما جعله يقرر إعادة كتابتها من جديد بجرة قلم واحدة. ومع ذلك ظلت المحاولات مفككة، تنقصها الوحدة، غير متساوية الأجزاء، ومتفاوتة الأهمية، فبينما بلغت المحاولة الأولى «الصراع بين كلية الفلسفة وكلية اللاهوت» حوالي ثلثي الكتاب؛ وبالتالي كانت أهمها على الإطلاق، بلغت المحاولتان الأخيرتان الثلث الأخير. وإذا كانت المحاولة الأخيرة في صلب الموضوع، إلا أن المحاولة الثانية «الصراع بين كلية الفلسفة وكلية الحقوق» تدرس موضوع التقدم، وليس موضوع الحق أو القانون أو التشريع. والمحاولة الثالثة عن «الصراع بين كلية الفلسفة وكلية الطب» لا تحتوي على أي مظهر من مظاهر الصراع، وتعتمد على تجارب شخصية، وليس على وضع موضوعات علمية. ولا يرجع السبب في ذلك كما يقول كونوفشر إلى ضعف القوى الذهنية لكانط لكبر سنه بل إلى الظروف التي كتبت فيها المحاولات نفسها.
Página desconocida