Estudios sobre la Muqaddima de Ibn Jaldún
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Géneros
عندئذ استقدم عائلته من قسنطينة، وتهيأت له بذلك جميع وسائل الراحة والهناء.
إلا أن هذا الهناء أيضا لم يستمر مدة طويلة؛ قرر ابن خلدون مغادرة الأندلس إلى بجاية.
وقد حمله على هذا القرار عاملان أساسيان:
أولا:
أخذ ابن خلدون يشعر بأن لسان الدين ابن الخطيب صار يتوجس خيفة من تعاظم نفوذه لدى السلطان؛ وذلك بسبب وشايات الأعداء و«أهل السعايات»، وعلى الرغم من كل ما كان توثق بينهما من أواصر الصداقة والاحترام، فأراد ابن خلدون أن يجد وسيلة لمغادرة الأندلس قبل أن يحدث ما يكدر صفو المودة القائمة بينه وبين لسان الدين.
ثانيا:
إن أحداث المغرب الأوسط أعطت لابن خلدون الوسيلة التي كان يبحث عنها.
ثالثا:
إن الأمير «محمد أبو عبد الله محمد» استطاع أن يستولي على بجاية ويسترجع مملكته السابقة، فكتب إلى ابن خلدون - حسب وعده القديم - يستدعيه إلى مقر ملكه؛ لتولي منصب الحجابة.
وابن خلدون عرض هذه الدعوة على سلطان غرناطة مستأذنا السفر - دون أن يذكر له شيئا مما لاحظه على الوزير لسان الدين ابن الخطيب - ثم غادر الأندلس بإذن من السلطان بعد مرور نحو ثلاث سنوات على مجيئه إليها. (5) في بجاية (1365)
Página desconocida