أكتفي هنا بمثل هذا إذ تفصيل ومتابعة ذلك يطول جدا، وقد ظهرت حديثا الكثير من الدراسات والكتابات حول هذا الموضوع وردت على المشككين وذكرت مصادر كلام الإمام علي عليه السلام وأسانيده، ومن أراد التوسع فلينظر كتاب (مصادر نهج البلاغة) لعبد الله نعمة، وكتاب (مصادر نهج البلاغة وأسانيده) لعبد الزهراء الحسيني، وكتاب (دراسة حول نهج البلاغة) لمحمد جواد الحسيني الجلالي فجميع أولئك أعطوا جل اهتمامهم على البحث والمناقشة والنظر في مزاعم المشككين فردوا عليهم ذلك وفندوها، وأوضحوا بالبحث مصادر نهج البلاغة وأسانيده، فوثقوا كلام الإمام علي عليه السلام الوارد في كتاب النهج وعزوه إلى مصادره وتوسع البعض إلى ذكر أسانيده، وهؤلاء الباحثون المشار إليهم آنفا هم من صفوف الشيعة الإمامية اهتموا بجميع ذلك، ولا زالت دراساتهم وبحوثهم تتوالى حول هذا الموضوع، لكنهم للأسف الشديد يهملون الرجوع إلى المصادر الزيدية التي حفلت بالكثير من كلام الإمام علي عليه السلام مسندا، وعلى وجه الخصوص أمالي الإمام أبي طالب، والاعتبار وسلوة العارفين للإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الشجري، والأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله وغيرها، وقد أعذرهم بعض الشيء إذ لم يكن بعض هذه المصادر مطبوعا، أما اليوم فهي أو أغلبها والحمد لله مطبوعة منشورة.
Página 26