دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة
دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة
Géneros
٣- أن حديث الترك للوضوء أقرب للقياس حيث أن النار لم يعرف أنها تسبب نجاسة في الطعام بل لا تزيده إلا نقاء وطهرًا.
٤- أنا لو قلنا بوجوب الوضوء مما مست النار لزم إيجاب الوضوء من لحوم الغنم فلا وجه إذن لتخصيص الوضوء من لحوم الإبل، وقد ثبت أن النبي ﷺ فرق بين لحوم الغنم ولحوم الإبل.
عن جابر بن سمرة ﵁ (أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت توضأ وإن شئت فلا تتوضأ، قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم فتوضأ من لحوم الإبل، قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم، قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا) . (١)
المبحث الثاني:
هل يتوضأ من مس ذكره أم لا؟
لقد بعث الله رسوله إلى هذه الأمة يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم ويرشدهم إلى ما ينفعهم دنيا وأخرى، ولم يترك الرسول ﷺ شيئًا إلا بينه حرصًا منه على سلامة دينهم ودنياهم، ومن دقائق الأمور التي بينها الرسول ﷺ مسّ الفرج هل هو ناقض له أم لا، وفي هذه المسألة حديثان متعارضان أحدهما يوجب الوضوء والآخر لا يوجبه.
ومما ورد في إيجاب الوضوء لمن مس ذكره حديث:
(من مس ذكره فليتوضأ) .
ومما ورد في عدم إيجاب الوضوء حديث طلق ﵁ قال:
(قدمنا على نبي الله ﷺ فجاء رجل كأنه بدوي، فقال: يا نبي الله؛ ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ؟ فقال: هل هو إلا مضغة منه) .
ذكر الحديث الذي يدل على أن مس الذكر من نواقض الوضوء:
عن عروة قال: "دَخَلْتُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَذَكَرْنَا مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوُضُوءُ. فَقَالَ مَرْوَانُ وَمِنْ مَسِّ الذَّكَرِ. فَقَالَ عُرْوَةُ مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ.
(١) رواه مسلم ٤/٤٨.
1 / 94