Estado de Damas en un Reino de Mujeres
دولة سيدات في مملكة نساء
Géneros
وكان أفريدوس ينتفض من الغيظ، فقال: شكرا، وهل جيهول الآن في هذه العاصمة؟ - نعم، معتقل فيها بصفة كونه متنكرا، وأشعر أن الهيكل البنطسي يتحيز له لكي ينقذه من عقاب هذه الدولة؛ لأنه ابن الكاهن الأكبر، والكهنة متضامنون في كل مكان. وأما أنت فعلام تعتمد في النجاة؟ - لا تهتمي بنجاتي يا عزيزتي، فما هي مطمعي، وأما إذا كنت أنت في حاجة إلى خدمة ...
فقاطعته قائلة: لم أجئ لأجل نفسي بل لأجلك، فأستطيع أن أشهد مزكية دعواك إذا كنت تدعي أنك ما جئت إلى بنطس إلا لتبحث عني لحمايتي من اضطهاد أهلي، فادع هذه الدعوى، وأنا أزكيها وأؤكدها ونخرج كلانا سالمين. - أشكر قصدك، إنك تفترضين افتراضا يستحيل علي أن أقبله. - لا تظن أني أتوسل بهذا التدبير إلى تقييدك بعهد، إني مقتنعة أن مرمى حظي أقصر جدا من مطمع قلبي، لست أبتغي مكافأة. - شكرا يا أنيدون، يستحيل أن أتذرع إلى النجاة بواسطة العاطفة، لا تهتمي بأمر نجاتي، أنصح لك بالعودة إلى خدرك الشريف الطاهر في دار كهنوت جاريجاريا عسى أن يقيض لك كيوبد حظا أسعد وأمجد. امضي بسلام.
وتراجعت ذليلة بائسة منكسرة النفس متنهدة، ثم انحنت وخرجت وأقفل الباب وراءها.
4
وما إن خرجت أنيدون حتى دخلت الملكة منفعلة شديدة الانفعال، وقبضت على ذراعه وهزته قائلة: ويحك! أعلي أنا ملكة بنطس تلعب هذا الدور الهائل؟
فأجاب أفريدوس بكل برودة وابتسام: أجل، إنه لدور غرام هائل، يا ذات الجلالة. سينقش تاريخه على ضريحي كدرس عجيب للعشاق. - صه، أغرام خداع ينقش على ضريح أمير منتحل صفة الكاهن؟ هل فقدت صولتك أيها الأمير حتى تتوسل بصولة الكهنوت إلى فؤاد ملكة؟ أم أن سياستك الأفاكة امتطت متن الغرام لكي تضمن الفوز في المعركة، وكسب العرش البنطسي. - تؤدة وحلما يا مليكتي، لما رماني إلهي بسهم حبك وأنت متنكرة بثوب فلاحة في الصيد، كنت أشعر أني واضع عرشي في حب فلاحة نابغة في الصيد، وما دريت أن إلهي جعل قلبي عرشا لملكة، ولما أصاب ذلك السهم نفسه فؤادك كنت تظنين أنك باذلة نفسك في سبيل غرامك بفارس مغوار. فلما اكتشفت أن سهم إلهي الذي نفذ في فؤادي نفذ في فؤاد الملكة التي بين عرشي وعرشها خصومة أشفقت أن يدنس دم الخصومة ذلك السهم، وخفت أن تفسري ذلك الغرام الصادق بالتحايل السياسي، فانتحلت رتبة الكهنوت لنفسي دفعا لهذه المظنة، وتحاشيا لنفورك، متريثا إلى أن تسنح الفرصة الملائمة لبسط الحقيقة لك طاهرة من الدنس، سالمة من لطمة الغش ... لدى دولة الغرام يا عزيزتي تضمحل دولة جاريجاريا ودولة بنطس، وفي عرش الهوى يا حبيبتي يفنى عرش بنطس وعرش جاريجاريا معا، فإن كنت تحسبين انتحالي صفة الكهنوت خدعا لك في فن السياسة، فهو إخلاص في فن الغرام، فسري خداعي هذا بما تشائين اللهم إلا الخداع في الحب. إني أحبك، إني أعبدك، سواء على صهوة الجواد أو في حقل الفلاحة أو على العرش. لم يبق العرش ولا الحكم مطمعي، فقد التهم الحب كل مطمع، فإذا تسنى لي أن أضمن بقائي إلى جنبك كل العمر، ولو في كهف، أثفل على العرش، وأبصق على الدولة.
فقالت الملكة والبشر يطفح من محياها: أما بقيت فلذة من فؤادك مع هذه الفتاة الكهنوتية؟ - لم يبق معها من فؤادي إلا ومضات الشفقة عليها. مسكينة، خائبة الأملين. - الأملين؟ ما هما؟ - نعم، أمل حبي لها، وأملها بإنقاذي. أما استوعبت من مكان تجسسك علينا أنها اقترحت علي أن أدعي أني في بنطس باحث عن حبيبة لاجئة، وأنها تؤيد دعواي؟ فخرجت يائسة حتى من هذا الأمل. - ألا ترى اقتراحها وسيلة لائقة لإنقاذك؟ - أيليق بأمير أن يسخر قلب فتاة بسراب الأمل لإنقاذ نفسه؟ أيليق بأمير الغرام أن يعلل فؤاد فتاة برجاء الحب الكاذب تذرعا لنجاته؟ إذا أبيت اقتراح هذه الفتاة أفلا أصبح مدينا لها بعطفة قلب؟ أولا تصبح هي شاعرة بهذا الدين وآملة باستيفائه، وإن كانت لا تطالب به؟ أولا يتلطخ وشاح حبي لك ولو بنقطة سوداء؟ وأخيرا كم يكون تمنين أهلها ثقيلا على عاتقي؟
ونقر الباب فأسرع أفريدوس إلى حجرة السر.
ففتحت الملكة الباب، وإذا جورجيا تقول: رئيسة الكاهنات تطلب مقابلة جلالتك.
فارتبكت الملكة وقالت كأنها تكلم نفسها: ماذا تريد هذه الشيطانة الآن؟ ماذا في طيلسانها أو طي لسانها؟
Página desconocida