El Estado Omeya en Sham

Anis Zakariya Nusuli d. 1357 AH
159

El Estado Omeya en Sham

الدولة الأموية في الشام

Géneros

أما الموازين التي كان يستعملها التجار فكانت تختلف باختلاف البلاد الأموية، وقد عرفنا منها: (1) القفيز (2) الويبة (3) المكوك (4) الكيلجة (5) والقب (6) والمدى (7) والغرارة (8) والرطل (9) والأوقية (10) والدرهم (11) والحبة (12) والدانق.

فأما الكيلجة فهي نحو صاع ونصف، والمكوك نحو ثلاث كيالج، والويبة مكوكان، والقفيز أربع ويبان، والمدى نحو ثلثي القفيز، والغرارة قفيز ونصف، وكل رطل اثنا عشر أوقية، والدرهم ستون حبة، والحبة شعيرة واحدة، والدانق عشر حبات، وهذه الأوزان تتفاوت في البلاد. (5) البريد

ولا شبهة لدينا أن البريد كان يسهل على التجار أمورهم، فكانوا دوما على اتصال مع زملائهم في بقية الأقطار الأموية، وديوان البريد مصلحة تختص بالحكومة رأسا، فيبعث صاحبها بتحارير الخلافة وأوامرها ومراسيمها إلى مواضعها، ويتولى عرض الكتب من جميع النواحي على مقام الخلافة، ويحسن بصاحب البريد أن يكون عالما بأسماء البلدان والمواضع والمنازل وعدد الأميال والفراسخ التي بينها، قادرا على وصفها وبيان عمرانها وطبيعتها وطرقها ومسالكها، وهو الذي يعين المأمورين الضليعين في هذا المسلك في المحطات المختلفة.

قال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي: «ويكون إليه - لصاحب البريد - النظر في أمر المرتبين في السكك وتنجز أرزاقهم وتقليد أصحاب الخرائط في سائر الأمصار، والذي يحتاج إليه في صاحب هذا الديوان هو أن يكون ثقة إما في نفسه أو عند الخليفة القائم بالأمر في وقته؛ لأن هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه إلى الكافي المتصفح، وإنما يحتاج إلى الثقة المتحفظ، والرسوم التي يحتاج إليها من أمر الديوان ما يضبط بها أعماله وأحواله، ولا غنى بصاحب هذا الديوان أن يكون عارفا بأمر الطرق ومواضع السكك والمسالك إلى جميع النواحي، ولا يحتاج في الرجوع بهذه المعرفة إلى غيره، وما أن سأله عنه الخليفة وقت الحاجة إلى شخوصه وإنقاذ جيش يهمه أمره وغير ذلك مما تدعو الضرورة إلى علم الطرق بسببه وجده عتيدا عنده ومضبوطا قبله ولم يحتج إلى تكلف عمله والمساءلة عنه.»

8 (6) العلم والتربية

عرفنا شيئا عن تجارة الدولة الأموية وأحوال تجارها والطرق التي سلكوها، ونقودهم وموازينهم والبريد الذي سهل عليهم سبل مواصلاتهم ومخابراتهم، وإنا سنجرب الآن أن نفهم شيئا عن العلوم التي اشتغل بها الأمويون وأصول التربية التي استناروا بنورها.

اعتنى العرب منذ الجاهلية بأحكام اللغة ونظم الشعر وتأليف الخطب ومعرفة الأخبار والسير، وكان لهم بعض الاطلاع بأوقات مطالع النجوم ومغاربها وبأنواء الكواكب وأمطارها على حسب ما أدركوه بفرط العناية وطول التجربة لاحتياجهم إلى معرفة ذلك في أسباب المعيشة لا على طريق تعلم الحقائق ولا على سبيل التدرب في العلوم،

9

وكانت العرب في صدر الإسلام لا تهتم بشيء من العلم إلا بلغتها ومعرفة أحكام الشريعة وصناعة الطب لاحتياج الناس إليها في جميع الأدوار.

10

Página desconocida