209

Minutos de Tafsir

دقائق التفسير

Investigador

د. محمد السيد الجليند

Editorial

مؤسسة علوم القرآن

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٤

Ubicación del editor

دمشق

أَنهم علمُوا ذَلِك بطرِيق يعجزون عَنْهَا وَأَنَّهُمْ أعلم بالأمور الإلهية والمعاد وَمَا يسْعد النَّفس ويشقيها مِنْهُم وتدلهم على أَن من اتبع الرُّسُل كَانَ سعيدا فِي الْآخِرَة وَمن كذبهمْ كَانَ شقيا فِي الْآخِرَة وَأَنه لَو علم الرجل من الطبيعيات والرياضيات مَا عَسى أَن يعلم وَخرج عَن دين الرُّسُل كَانَ شقيا وَأَن من أطَاع الله وَرَسُوله بِحَسب طاقته كَانَ سعيدا فِي الْآخِرَة وَإِن لم يعلم شَيْئا من ذَلِك
وَلَكِن سلفهم اكثروا الْكَلَام فِي ذَلِك لأَنهم لم يكن عِنْدهم من آثَار الرُّسُل مَا يَهْتَدُونَ بِهِ إِلَى تَوْحِيد الله وعبادته وَمَا ينفع فِي الْآخِرَة وَكَانَ الشّرك مستحوذا عَلَيْهِم بِسَبَب السحر وَالْأَحْوَال الشيطانية وَكَانُوا يُنْفقُونَ أعمارهم فِي رصد الْكَوَاكِب ليستعينوا بذلك على السحر والشرك وَكَذَلِكَ الْأُمُور الطبيعية وَكَانَ مُنْتَهى عقلهم أمورا عقلية كُلية كَالْعلمِ بالوجود الْمُطلق وانقسامه إِلَى عِلّة ومعلول وجوهر عرض وتقسيم الْجَوَاهِر ثمَّ تَقْسِيم الْأَعْرَاض وَهَذَا هُوَ عِنْدهم الْحِكْمَة الْعليا والفلسفة الأولى ومنتهى ذَلِك الْعلم بالوجود الْمُطلق الَّذِي لَا يُوجد إِلَّا فِي الأذهان دون الْأَعْيَان

2 / 230