Minutos de Tafsir
دقائق التفسير
Investigador
د. محمد السيد الجليند
Editorial
مؤسسة علوم القرآن
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٠٤
Ubicación del editor
دمشق
والصالحون فلولا وجوب كَونهم من المقربين الَّذين هم فَوق أَصْحَاب الْيَمين لَكَانَ الصديقون أفضل مِنْهُم أَو من بَعضهم
وَالله تَعَالَى قد جعل خلقه ثَلَاثَة أَصْنَاف فَقَالَ تَعَالَى فِي تقسيمهم فِي الأخرة ﴿وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فأصحاب الميمنة مَا أَصْحَاب الميمنة وَأَصْحَاب المشأمة مَا أَصْحَاب المشأمة وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المقربون فِي جنَّات النَّعيم﴾ سُورَة الْوَاقِعَة ٧ ١٢ وَقَالَ فِي تقسيمهم عِنْد الْمَوْت ﴿فَأَما إِن كَانَ من المقربين فَروح وَرَيْحَان وجنة نعيم وَأما إِن كَانَ من أَصْحَاب الْيَمين فسلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين وَأما إِن كَانَ من المكذبين الضَّالّين فَنزل من حميم وتصلية جحيم﴾ سُورَة الْوَاقِعَة ٨٨ ٩٤ وَكَذَلِكَ ذكر فِي سُورَة الْإِنْسَان والمطففين هَذِه الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة
والأنبياء أفضل الْخلق وهم أَصْحَاب الدَّرَجَات العلى فِي الْآخِرَة فَيمْتَنع أَن يكون النَّبِي من الْفجار بل وَلَا يكون من عُمُوم أَصْحَاب الْيَمين بل من أفضل السَّابِقين المقربين فَإِنَّهُم أفضل من عُمُوم الصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَإِن كَانَ النَّبِي أَيْضا يُوسُف بِأَنَّهُ صديق وَصَالح وَقد يكون شَهِيدا لَكِن ذَلِك أَمر يخْتَص بهم لَا يشركهم فِيهِ من لَيْسَ بِنَبِي كَمَا قَالَ عَن الْخَلِيل ﴿وَآتَيْنَاهُ أجره فِي الدُّنْيَا وَإنَّهُ فِي الْآخِرَة لمن الصَّالِحين﴾ سُورَة العنكبوت ٢٧ وَقَالَ يُوسُف ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ سُورَة يُوسُف ١٠١
فَهَذَا مِمَّا يُوجب تَنْزِيه الْأَنْبِيَاء أَن يَكُونُوا من الْفجار والفساق وعَلى هَذَا إِجْمَاع سلف الْأمة وجماهيرها
وَأما من جوز أَن يكون غير النَّبِي أفضل مِنْهُ فَهُوَ من أَقْوَال بعض ملاحدة الْمُتَأَخِّرين من غلاة الشِّيعَة والصوفية والمتفلسفة وَنَحْوهم
وَمَا يحْكى عَن الفضلية من الْخَوَارِج أَنهم جوزوا الْكفْر على النَّبِي فَهَذَا بطرِيق
2 / 117