فعلم الكونت مراده بإشارته إلى هذا الطريق المقفر الذي أصبح في ذاك العهد ساحة يلتقي بها المتبارزون، وقال له: هو ذاك أيها الناصح الصادق، فسأذهب في هذا الطريق.
ثم نظر إلى الخمسة نظرة تهكم وازدراء أشعلت في قلوبهم نار الحقد، وانصرف عنهم فاختلط بين المدعوين.
ولما خلا المكان بالمتآمرين قال كاليس: إني أبشركم بنيل بغيتنا من هذا الرجل، فإنه ذاهب لا محالة في الطريق التي هديناه إليها.
فقال موجيرون: أنذهب بجملتنا للفتك برجل فرد؟
فأجاب كاليس: نعم، وما يؤمننا أن يصحب معه رجاله، فيعود الوبال على من يخاطر بالذهاب إلى لقائه فردا؛ ولذا فيجب أن نذهب جميعنا ما عدا سانت ليك الذي هو مضطر إلى البقاء مع امرأته، ولا سيما في أول ليلة من زفافه.
فتأوه سانت ليك وقال: ليست امرأتي التي تحول دون ذهابي معكم لقضاء هذه المهمة، بل الملك نفسه، فإنه أمرني أن أذهب معه إلى اللوفر، وربما أمرني أن أبيت فيه أيضا.
فقال كاليس: هذا برهان آخر يدل على شدة تعلق الملك بك؛ فإنه لا يطيق أن يفارقك ساعة حتى في ليلة الزفاف.
فكظم سانت ليك غيظه، ثم سمع شيكو يناديه، فغادر رفاقه يتباحثون في المكيدة التي نصبوها للكونت دي باسي، وانطلق إلى امرأته فقال لها كي تخبر شيكو بأنه قادم إليه.
وذهب للبحث عن الكونت حتى لقيه، فخلا به في إحدى الغرف وقال له: إني لم أبحث عنك يا سيدي إلا لأقول لك إنه إذا كان لك موعد في فندق التورنيل، فإني أنصح لك أن تؤجله إلى الغد؛ لأن الطريق مخطرة، وفيها مكامن يقدر أن يختبئ بها كثير من الرجال، أقول هذا وأنا أجلك عن المهابة، وأعيذ نفسي من أن أتهمك بالخوف، ولكني قلت ما قلته من قبيل النصح والخوف عليك، فتأمل وافعل ما تريد.
وعندها سمع شيكو يناديه باسم الملك، فيقول: أين أنت مختبئ، وأنت تعلم أني في انتظارك للذهاب إلى اللوفر؟
Página desconocida