ورأى الملك أن سانت ليك قد زاد في مؤانسة الكونت، فحنق عليه ودعا به، فلما مثل بين يديه وبخه على ما أظهره من إكرام هذا الرجل، لا سيما وهو يعلم أنه عدوه الألد.
فاعتذر سانت ليك بأنه ضيفه، وأنه لا يسعه إلا إكرام ذلك الضيف في منزله ...
ورأى سانت ليك أن عيني الملك قد اتقدتا لهذا الكلام بشرر الغيظ، فعقب على كلامه فقال: ولكنه سيخرج من منزلي وسيكون له شأن.
فهدأ روع الملك، وسكن ثائر غضبه، ونظر إلى الكونت نظرة ملؤها الكره والاحتقار، وقال لسانت ليك على مسمع من رجاله: نعم، أحب أن أفرغ من شأن هذا الرجل، فأنا أحل لكم دمه، ولكن احذروا منه لأن بأسه شديد.
وكان لهذا الكلام تأثير عظيم على رجال الملك، الذين تقدم لنا ذكر أسمائهم.
فاجتمعوا حلقة في القاعة، وبينهم سانت ليك، ليتآمروا على قتل هذا البطل العظيم اغتيالا، إذ لم يكن بينهم من يجسر على أن يلقاه فردا، ولما انتظم عقدهم قال أبرنون: إنني سأذهب بعد حفلة الزفاف إلى الصيد.
قال دي أو: لصيد ماذا؟ - لصيد الدب، فإن الملك أمرنا بذاك.
قال موجيرون: لقد فهمت وسنذهب جميعا، ولكن أتظن أن الملك يرضى بذاك؟ - هو الذي أمر.
وطال اجتماعهم حتى تيقظ له الكونت دي باسي، فدنا منهم مع بعض رفاقه وقال لهم تحت طي الهزل : إن من يراكم على هذه الحالة لا يشك أنكم تتآمرون.
فقال كاليس: كلا، ولكننا عزمنا على الصيد في هذه الليلة بعد خروجنا من حفلة الزفاف، ونحن نتشاور في أمر هذا الصيد. - ولكني لا أشير عليكم بذاك؛ لأن البرد قارص، وسينالكم منه أذى شديد؛ ولذا فلا أظن أن جلالته يسمح لرجاله الأصفياء أن يركبوا متن هذا الخطر. - إنما نحن نصدع بأمره، فهو الذي أمرنا أن نصطاد، فهل تود أن تكون معنا؟ - كلا، لأني مرتبط غدا مع الدوق. - إننا سنصيد هذه الليلة بعد انقضاء الحفلة. - ويسوءني أنني مقيد في هذه الليلة أيضا، فقد ضربت موعدا في فندق التورنيل، ولا بد لي من الذهاب إليه. - ومن أي جهة تسير إليه، فإن السبل غير آمنة في هذه الأيام، وأخاف أن يحيق بك مكروه. - إني أشكر صدق ودك، وأي طريق تشير علي أن أتخذ؟ - سر بالطريق الذي يؤدي إلى الفندق من وراء اللوفر.
Página desconocida