والحجة في إثبات الرؤية قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ، وجاء مقيدا بالآخرة والآية التي وردت وهو قوله : ( لا تدركه الأبصار ) ورد مطلقا فيرد المطلق إلى المقيد لأنه من جنسه ) .
الجواب :
وفي قوله في التفرقة بين الآيتين ( ولا فرق ) وبينهما أعظم المناسبة في اجتماعهما في النفي .
وقوله : ( أجمع المسلمون قاطبة أن النوم والسنة لا يجوزان على الله تعالى ) .
قلنا كذلك أجمع المسلمون أن الأبصار لا تدركه ، لأنه صفة نقص .
فإن اختلف الناس في هذه فقد اختلف معه الدهرية في تلك وعلته أنها صفة نقص وعلتنا إنها صفة عجز.
وقوله : ( إلى ربها ناظرة ) جاء مقيدا بالآخرة فلا يرد المطلق في هذه إلى المقيد ، لأن قوله في الدنيا ، وحكم تلك في الآخرة ، فاختلفنا ، فلا يرد مطلق إلى مقيد اختلفت بهما الدار ولو كان من جنسه .
قال عبد الوهاب : ( فإن قيل : ما معنى قوله : ( لن تراني ) ، وهذا شرط نفي نفي الرؤية في الحال والاستقبال . وقوله : ( تبت إليك ) ، هل تاب إلا من مسألة الرؤية ؟ وقوله : ( أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) ، فهذا كله دليل على نفي الرؤية . وقوله : ( فخر موسى صعقا ) .
قيل له : أما قولكم ( لن تراني ) ، شرط في نفي الرؤية ، فغير مسلم لكم لأن ( لن تراني ) إنما كان جوابا لسؤله في الحال لا في الاستقبال ، ولو كانت الرؤية مستحيلة عليه لما سأله موسى وهو نبي الله وأمينة ومن جعله واسطة بينه وبين خلقه ومتحملا لرسالته ، أن يسأله المستحيل )
الجواب :
أن جميع ما اعتل به في قوله ( لن تراني ) وقوله ( تبت إليك ) وقوله ( أرنا الله جهرة ) وقوله ( فخر موسى صعقا ) فجميع ما استدل به في هذه الآيات صحيح قطعا .
Página 77