Guía de los Triunfadores para los Caminos de los Virtuosos

Ibn Allan d. 1057 AH
71

Guía de los Triunfadores para los Caminos de los Virtuosos

دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين

Editorial

دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الرابعة

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

﴿توبوا إلى الله جميعًا﴾ (فإن) لم يتب من الجميع بل أصرّ على بعضها (وتاب من بعضها صحبت توبته عند أهل الحق) هم أهل السنة (من ذلك الذنب) الأنسب من ذلك البعض: أي: الذي تاب منه (وبقي عليه الباقي) أي: تبعته ووجوب التوبة منه قالوا للإجماع على أن من أسلم تائبًا عن كفره مع إصراره على بعض معاصيه صحّ إسلامه وتوبته لكون حقيقتها ليس إلا الرجوع والندم والعزم، وقد وجدت (وقد تظاهرت) بالظاء المعجمة، من التظاهر وهو التعاون (دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة) إضافة دلائل لما بعدها من المتعاطفات إضافة بيانية (على وجوب التوبة) متعلق بتظاهرت. (قال الله تعالى) أي: حال كونه متعاليًا علوّ مكانة لا علوّ مكان متقدمًا عما لا يليق به، ويصح جعلها مستأنفة، والجملة إنشائية معنى سيقت لما ذكر كما تقدم بيانهما أول الكتاب ﴿وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون﴾ مما وقع منكم من النظر الممنوع وغيره. وفي الآية تغليب الذكور على الإناث ﴿لعلكم تفلحون﴾ تنجون من ذلك بقبول التوبة منه. ولعل في الأصل للرجاء، وفي كلامه تعالى للتحقيق. قال السيوطي في «التوشيح»: كل وعد في الكتاب أو السنة فواجب الوقوع لوجوب سلامة خبر من ذكر عن الخلف. (وقال تعالى): ﴿استغفروا ربكم﴾ من الشرك، ومثله من غيره، والقصر عليه لأنه الذنب المأمور بالخروج عنه (إنه كان غفارًا) المبالغة باعتبار الكمّ، فلا تحصى عدة المغفور لهم، وباعتبار الكيف فيغفر الصغائر والكبائر والفواحش ﴿إن الله يغفر الذنوب جميعًا﴾ (الزمر: ٥٣) وقوله: «إنه الخ» علة للأمر قبله. وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا﴾ اختلفت عبارات السلف

1 / 93