Invitación a la Filosofía: Un Libro Perdido de Aristóteles

Abd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
43

Invitación a la Filosofía: Un Libro Perdido de Aristóteles

دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو

Géneros

فحتى لو امتلك امرؤ كل شيء، وظل مع ذلك مريضا في نفسه المفكرة مرضا لا شفاء منه، فسوف تكون الحياة بالنسبة إليه شيئا غير جدير بالاختيار؛ لأن سائر مزاياه لن تغني كذلك عنه شيئا، (ب100) من أجل هذا يرى جميع الناس - بقدر ما يتصلون بالفلسفة وتواتيهم القدرة على تذوق شيء منها - أن بقية الأشياء «تعد بجانبها» عديمة القيمة، ولهذا السبب لن يحتمل أحد منا أن يبقى حتى نهاية حياته في حال السكر أو في حالة الطفولة؛

186 (ب101) ولهذا السبب نفسه قد يكون النوم في الواقع ممتعا غاية الإمتاع، غير أنه لا يمكن أبدا أن يفضل «على اليقظة»، حتى ولو سلمنا بأن النائم يتنعم بكل اللذات

187

الممكنة؛ ذلك أن التصورات

188 «التي ترد» في النوم كاذبة، أما تصورات اليقظة، فهي على العكس من ذلك صادقة. والحق أن النوم واليقظة لا يختلفان إلا في أن النفس غالبا ما تعرف الحقيقة وهي في «حال» اليقظة، أما في النوم فهي تخدع على الدوام؛ لأن جميع الأحلام إنما هي صور وأوهام.

189 (ب102) وكذلك فإن كون الرجل العادي

190

يهاب الموت تدليلا على رغبة النفس في التعلم والمعرفة، إنها تهرب مما لا تعرفه، من الغامض والمجهول، وتسعى بطبعها إلى الواضح

191

والمعروف؛ ولهذا السبب قبل كل شيء نقول إن أولئك الذين ندين لهم برؤية الشمس والنور هم أجدر الناس منا بالتكريم، وأن علينا أن نشعر نحو الأب والأم بالخشوع (والإجلال)؛ لأنهما السبب «فيما ننعم به» من أعظم الخيرات، إنهما - كما يبدو لي - على معرفتنا بالشيء ورؤيته. ولهذا السبب نفسه نسعد بالموضوعات التي اعتدنا عليها وبالناس الذين ألفناهم ونصف هؤلاء الناس الذي نعرفهم بأنهم أصدقاء.

Página desconocida