Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Géneros
فهل من راكب أو سالك حيث أنهجوا ) والانتقاد الصحيح لا ضير فيه بل هو مما يثبت قدم أولي المعرفة، ويبين فضل المؤلفين ومكانتهم من بين أضرابهم إذ الفضل لا ينكر ، وجل من لا يخلو من عيب
(ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه )
والإصداع بالحق شيمة الصادقين ، وما هذا إلا ملجأ لركاكة العبارة ورداءة الأسلوب الخالي من حسن النظم والسبك الحاوي لضعف التأليف والانحطاط إلى درجة تمجها الأذواق السليمة ولا أشد افتراء من دعوى تفضيل العلوم العصرية على القرآن التي هي قطرة من يمه وجزء من كله، وهل يقول بهذا من في شرايينه ذرة من دم الإسلام أو في خلده لمظلة من الإيمان .
ما قال بهذا أعداء الإسلام بل أجلوا القرآن وقدسوه ، فكيف بأهل القرآن العاملين الراسخي الإيمان .
سلف لنا أن من وسائل مقاومي الإصلاح افتعال ما يظنون تأثيره في النفوس كي يستخدموه ولو حملهم ذلك الى أعظم فرية ، ولا سيما ما هو مظنة الكفر والمروق من الدين ، ولكن ذلك لا يزيدهم إلا خسرانا وخيبة { ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون } ( الأنفال / 8)
إن تفضيل كلام البشر على كلام الباري كفر بدون ريب ولو صدق الأفاكون في إفكهم لاندفع لهيب براكينهم وهم بالمرصاد وهذا كدعوى إنكار السماوات ويأجوج ومأجوج وكلها من المنصوص عليها المقطوع بها وإنكار ما نص عليه تجردهم من العلم وخلوهم من الفكر الصحيح إذ لا يفرقون بين إنكار الشيء والبحث في حقيقته ، وسيأتي الكلام على كل منهما إن شاء الله وكزعم تحليل بعض صور الربا والبيوع المنفسخة لاقتضاء سياسة العصر واتهام العلماء العاملين لتكوين النهضة العلمية ومراقبة الشباب المتعلم بالغاية الشخصية والدليل على الإفك المبين اقتصار الخراصين على مجرد الحكاية بدون الاستشهاد بقضية صحيحة والمخلصون لا تؤثر فيهم الافتعالات ولا يستفزهم تلويك ألسنة المفترين وحسبنا أن نقول لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون .
Página 106