Ojos del Patrimonio en las Artes de las Incursiones, Características y Biografías
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير
Editorial
دار القلم
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤/١٩٩٣.
Ubicación del editor
بيروت
ائْتِ لِسَاعَةِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَتْ إِلَى عَمِّهَا عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ لِيُزَوِّجَهَا فَحَضَرَ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي عُمُومَتِهِ، فَزَوَّجَهُ أَحَدُهُمْ،
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدٍ: هَذَا الفحل لا يقدح أَنْفُهُ [١]، وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بخمس عشرة سنة.
وذكر ابن إسحق أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بْنَ أَسَدٍ هُوَ الَّذِي أَنْكَحَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَكَذَلِكَ وَجَدْتُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفِيهِ: وَكَانَ خُوَيْلِدٌ أَبُوهَا سَكْرَانَ مِنَ الْخَمْرِ، فَلَمَّا كُلِّمَ فِي ذَلِكَ أَنْكَحَهَا، فَأَلْقَتْ عَلَيْهِ خَدِيجَةُ حُلَّةً، وَضَمَخَتْهُ بِخَلُوقٍ [(٢)]، فَلَمَّا صَحَا مِنْ سُكْرِهِ، قَالَ: مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ وَالطِّيبُ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَنْكَحْتَ مُحَمَّدًا خَدِيجَةَ وَقَدِ ابْتَنَى بِهَا، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ثُمَّ رَضِيَهُ وَأَمْضَاهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: الْثَبَتُ عِنْدَنَا الْمَحْفُوظُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ أَبَاهَا خُوَيْلِدَ بْنَ أَسَدٍ مَاتَ قَبْلَ الْفِجَارِ، وَأَنَّ عَمَّهَا عَمْرَو بْنَ أَسَدٍ زَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. وَرَأَيْتُ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِ الْوَاقِدِيِّ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَخَاهَا عَمْرَو بْنَ خُوَيْلِدٍ هُوَ الَّذِي أَنْكَحَهَا مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي بِشْرٍ الدَّوْلابِيِّ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ عَبْدِ الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَلَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَبَلَغَ أَشُدَّهُ وَلَيْسَ لَهُ كَبِيرُ مَالٍ اسْتَأْجَرَتْهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ إِلَى سُوقِ حبَاشَةَ، وَهُوَ سُوقٌ بِتِهَامَةَ، وَاسْتَأْجَرَتْ مَعَهُ رَجُلا آخَرَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْهَا: مَا رَأَيْتُ مِنْ صَاحِبَةٍ لأَجِيرٍ خَيْرًا مِنْ خَدِيجَةَ، مَا كُنَّا نَرْجِعُ أَنَا وَصَاحِبِي إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا تُحْفَةً مِنْ طَعَامٍ تَخْبَؤُهُ لَنَا.
وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي بِشْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، ثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
تَزَوَّجَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ قَبْلَ رسول الله ﷺ رجلين:
الأَوَّلُ مِنْهُمَا: عَتِيقُ بْنُ عَايذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ الْمَخْزُومِيِّ.
_________
[(١)] يقال: قدع الفحل إذا ضرب أنفه بشيء ليرتد، ويقال: فحل لا يقدع أنفه أي كريم.
[(٢)] الخلوق: الطيب، قال بعض الفقهاء: هو مائع فيه صفرة.
1 / 64