وممن رووا عن ابن قتيبة نذكر أيضا أبا سعيد الهيثم بن كليب بن شريج ابن معقل الشاشي البنكثي، وقد ترجم له ياقوت فقال: أصله من ترمذ (وقيل بكسر التاء والميم جميعا، وقيل بضمهما) سكن بنكث (بكسر الباء وسكون النون وفتح الكاف) فنسب إليها. وبنكث قصبة إقليم الشاش. وكان إماما أديبا حافظا رحّالا قرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن مسلم ببغداد، وروى عن عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى الترمذي وغيرهما من أهل خراسان والعراق. روى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي. مات أبو سعيد بالشاش سنة ٣٣٥ هـ. وأضاف ياقوت قائلا: وله مسند في مجلدين ضخمين سمعناه بمرو على أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد الحافظ «١» . والشاش- كما يذكر ابن خلّكان- مدينة وراء نهر سيحون «٢» .
ومن تلاميذ صاحب «عيون الأخبار» نذكر كذلك أبا محمد قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البيّاني، مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان. وقد ترجم له الحميدي فقال: إنه إمام من أئمة الحديث وحافظ مكثر مصنّف، كان من الثقة والجلالة بحيث اشتهر أمره. أصله من بيّانة، وسكن قرطبة عاصمة بني أمية بالأندلس، وبها مات سنة ٣٤٠ هـ عن سنّ عالية. سمع محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني وجماعة، ثم رحل إلى بغداد فسمع أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، وأبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. من مصنفاته «أحكام القرآن» و«فضائل قريش» و«في الناسخ والمنسوخ» «٣» . كذلك ترجم له السيوطي- نقلا عن ابن الفرضي- فقال: كان ابن أصبغ بصيرا بالحديث والرجال، نبيلا في النحو والشعر، سمع ببغداد من ثعلب والمبرّد وابن قتيبة «٤» .
1 / 15