قال بن جريج قلت لعطاء أنه يحضر مجلسكم البار والفاجر أتأمرني أن أغلظ على الفاجر قال: لا ألم تسمع إلى قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}، احتج الذين ذهبوا إلى أنها منسوخة أن قالوا إن هدايتنا فيما نحن مأمورون به من لعنهم وسبهم وقتالهم.
قلت: الجواب إن هذا ليس بمناف للقول الحسن إذ يصح ضرب رقبة إنسان وهو في تلك الحال لا بسبب بل يحسن إليه بالكلام على أنا غير متعبدين بهم، بل قد أمرنا الله تعالى أن لا نسبهم، فقال:{ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}، ثم يقول: ليس سبهم غير القول الحسن إذ ليس هو عبارة عن القول الذي يحبونه ويشتهونه، بل ما يحصل انتفاعهم به، وإذا لعنوا وذموا حصل لهم انتفاع.........يدعوا عن ما انتهكوه من ارتكاب القبيح ويكفوا عن ما سبوا بسببه.
ألا ترى إلى قول الله عز وجل: {االقصاص حياة}، سمى القصاص حياة وهو قتل لما كان يحصل به الحياة يوضحه أن الوالد ربما أغلض لولده بالكلام ليرد به دفع ذلك، لا يسم تغلضه عليه الكلام قبيحا لما كان يحصل به أربه، وكفه عما كان يفعله من ما ليس يليق به ولا له.
واحتج أيضا بقول الله عز وجل: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.
قلت: قيل: إذا ذكر الظالم بما فيه كان قولا حسنا ليحترز منه الناس فلا حجة للخصم في ذلك لاسيما والنبي صلى الله عليه وآله يقول: ((لا غيبة لفاسق)).
وقال صلى الله عليه وآله: ((اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس)).
الآية الرابعة:
Página 78