فصل روينا عن أبي إسحاق قال: قال وهب بن منبه: حول العرش سبعون أف صف من الملائكة عليهم السلام صف خلف صف يدورون حول العرش يطوفون به فيقبل هولاء ويدبر هؤلاء، فإذا استقبل هؤلاء هؤلاء، هلك هؤلاء وكثر هؤلاء، ومن ورائهم سبعون الف صف قياما أيديهم إلى أعناقهم، .....وضعوها على عواتقهم، فإذا سمعوا تكبري أولئك وتهليلهم رفعوا أصواتهم فقالوا: سبحانك وبحمدك ما أعظمك وأحلمك، أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأكبر الأكبر، الخلق كلهم لك راجون، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة قد وضعوا اليمنى على اليسرى، ليس منهم أحد إلا وهو يسبح بتحميد لا يسبحه الأخر ما بين دجناح أحدهم مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه أربعمائة عام إلى ان قال: ولكل واحد من حملة العرش ومن حوله أربعة أجنحة، أما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر العرش فيصعق، وأما جناحان فيهفوا بهما ليس لمسلم كلام إلا التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد.
وعنه قال: قال: يزيد الرقاشي: إن الله وملائكته حول العرش يسمون المجلين تجري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة كأنها تنفضهم الرياح من خشية الله تعالى فيقول لهم الرب جل جلاله: يا ملائكتي ما الذي يخيفكم؟ فيقولون: يا ربنا لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليه ما اساغوا طعاما، ولا شرابا، ولا انبسطوا في فرشهم.
أن قيل: فهل فرق بين الكرسي والعرش؟
قلت: قد قيل أنهما شيئ واحد وهو قول الحسن البصري والذي أكد أن العرش يخالف الكرسي فالعرش الذي وصفناه آنفا والكرسي مختلف فيه، فذكر بن عباس أن الكرسي العلم، وهو الذي اختاره الإمام الهادي عليه السلام، وبالغ في نصرته اشد المبالغة بما يضيق عنه هذا المجموع، وهو قول سعيد بن جبي ومجاهد وقالوا: أن العلماء يسمون الكراسي قال الشاعر:
تحف بهم بيض الوجوه وعصبة
كراسي بالأحداث حين تنوب
والذي عندي أن الكرسي خلق غير العلم.
Página 12