132

Cuqala Majanin

عقلاء المجانين

Investigador

خادم السنة المطهرة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

فخرجت فإذا أنا بغلام ذاهب العقل، هائم مجنون مستوفز، فدخل الدار وقال: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، فعلمت أنه جائع، فقدمت إليه شيئًا فأكل وشرب، ثم وثب إلى الباب وأنشأ يقول: عليك اتكالي لا على الناس كلهم ... وأنت بحالي عالم لا تعلّم وأقسمت أني كلما جعت سيدي ... سنفتح ستفتح لي بابًا فأُسقى وأُطعم قال الوليد السقاء: فقلت له توصيني بوصية فقال: الزم الخوف مع الحزن ... وتقوى الله فأربح وذر الدنيا مع الأخ ... رى فتقوى الله أرجح فاجتهد في ظلمة اللي ... ل إذا ما الليل أجنح واسأل الله ذنوبك ... فعللّ الله يصفح رجل قال مالك بن دينار: مررت ببعض سكك البصرة، فإذا الصبيان يرمون رجلًا بالحجارة ويقولون: هو يزعم إنه يرى ربه على الدوام. قال فزجرت عنه الصبيان، وقلت له: ما الذي يزعم هؤلاء؟ قال وما يزعمون؟ قلت يزعمون انك تزعم ترى ربك على الدوام، فبكى، وقال والله! ما فقدته لما أطعته. ثم أنشأ يقول: على بعدك لا يصبر ... من عادته القرب ولا يقوى على هجرك ... من تيمه الحب لئن لم ترك العين ... فقد أبصرك القلب ولبعض المجانين: احذروا الأقارب فإنهم العقارب، ثم قال: وأخبث العقارب، أقرب الأقارب. فربما لم يصدر عن العقلاء، ما صدر عن المجانين.

1 / 137